أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الغزواني أن بلاده تعمل جاهدة على أن تكون الدورة الخامسة للقمة التنموية الاقتصادية الاجتماعية، المقررة في نوفمبر القادم، في موريتانيا، محطة متميزة للنهوض بالعمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي، مشيداً بما حققته الجامعة العربية وأمانتها العامة في تعزيز العمل العربي المشترك وتطوير آلياته.
جاء ذلك في كلمة للرئيس الموريتاني، اليوم، أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، خلال زيارته لمقر الجامعة وعقب لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إن المواطن العربي يعقد آمالاً كبيرة على الجامعة العربية، التي لها دور كبير في توثيق الصلات بين الدول العربية وتحقيق التعاون بينها وصيانة استقلالها وسيادتها وتوثيق التعاون في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف: "صحيح أن عملنا العربي المشترك لايزال من حيث النجاعة والفعالية دون ما يتطلع إليه المواطن العربي، وتواجهه تحديات إقليمية ودولية، ولكن ما يوحد شعوبنا ودولنا العربية عقدياً وتاريخياً وثقافياً وما يجمعها من مصالح مشتركة، كفيل بسد ما في العمل العربي المشترك من نقص وقصور".
وأشار الرئيس الموريتاني إلى أن سمة عالم اليوم هي تكاثر أشكال من التكتلات الاقتصادية والسياسية لما تكسبه لدولها الأعضاء من قوة وحضور، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة واحدة تستطيع أن تنفرد الآن بصياغة مسارها للتطور.
وأكد أنه لا بديل للعرب عن الجامعة العربية وتطوير العمل العربي المشترك، إذا أردنا استعادة الأمن والاستقرار في الفضاء العربي، والانتصار على الإرهاب والتطرف وتحقيق التنمية.
وقال إن أول خطوة في هذا الصدد هي إسكات صوت السلاح في العالم العربي، وأضاف "نحن في موريتانيا نساند بقوة كل الجهود الهادفة لحل النزاعات في اليمن وسوريا وليبيا والسودان، على النحو الذي يضمن وحدة هذه الدول واستقرارها وحقها في التنمية".
وشدد على التمسك بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية على أراضيه المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية.
وأكد أن الأزمات الأمنية والبيئية والاقتصادية تؤثر على أنسجة الدول العربية الاقتصادية والاجتماعية، وهذه الأزمات وثيقة الترابط حيث يغذي بعضها بعضاً بطريقة هدامة، لذلك يجب التعامل معها عبر مقاربة شاملة.
وقال إنه على أساس هذه المقاربة بنينا في موريتانيا خطتنا لمكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار ومعالجة التحديات البيئية.
وأشار إلى أن منطقة الساحل تتعرض لموجة من العنف والإرهاب، لم تسلم منها أي من دول المنطقة، وقال "لقد اعتمدنا على مقاربة شمولية لمواجهة هذا الخطر، لا تقتصر على تقوية الجيش الوطني، بل أيضاً محاربة الغلو والتطرف، وأنشأنا إطاراً إقليمياً لمكافحة الإرهاب، كما عملنا على مكافحة الجذور الاجتماعية والاقتصادية للتطرف، من خلال مكافحة الفقر والتهميش، والمشكللات البيئية".
وأضاف "لقد عملنا على بناء شبكة أمان واسعة صحية واجتماعية تشمل نحو 15% من السكان، مع التوسع في بناء الوحدات السكنية، وبذلنا جهوداً في سبيل ترسيخ الوحدة الاجتماعية ومحاربة الغبن والتهميش، والحوار بين كل أطراف المجتمع مثل قادة الرأي الأحزاب السياسية".
وقال إنه تم التركيز على إصلاح منظومتنا التعليمية وتعزيز الحريات، ودور الشباب وتمكين المرأة، لأنه كلما ترسخت الحريات والحوكمة الرشيدة وتوسعت مشاركة المواطن في الشأن العام تراجعت فرص انتشار الإرهاب.
وأكد حرص بلاده على تحقيق استدامة التنمية، حيث عملت على خفض الانبعاثات الكربونية، ورفع إنتاح الطاقات الجديدة من استهلاكها للطاقة إلى 50%.
وأشار إلى تعامل بلاده مع التداعيات الكارثية لجائحة كورونا وأزمة أوكرانيا، عبر إصلاحات لترقية قطاعات البلاد الإنتاجية، وتطوير القطاع الخاص، وتحسين مناخ الأعمال وتحفيز الاستثمار والمحافظة على التوازنات الاقتصادية.
وأشاد بمواكبة الدول العربية لمسيرة التنمية في بلاده، وقال "لقد حرصنا على تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والسياسية مع أشقائنا العرب".
من جانبه.. ألقى السفير محمد مصطفى عرفي مندوب مصر لدى جامعة الدول رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين كلمة ترحيبية بالرئيس الموريتاني.
وقال أرحب بالرئيس الموريتاني "بلد المليون شاعر وبلد التميز الثفاقي"، والتي لها كل الاعتزاز والاحترام لدورها في تعزيز العمل لعربي المشترك، معربا عن ثقته في نجاح القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية في تعزيز حقوق المواطن العربي الاجتماعية والاقتصادية.