الخميس 25 ابريل 2024

أزمة ربع العمر!

مقالات5-6-2023 | 17:44

‏ما أن تتزحزح أعمارنا عن فترات المراهقة وتتغير الصفات والطباع ‏والنظرة إلى العالم والدنيا، يبدأ تأرجح تفكير أول فترات سن العشرون بين فقدان الهوية واضطرابات الأحاسيس العاطفية تظهر أزمة ربع العمر ظاهرة مجهولة نسبياً ‏تدخل تدريجيًا في الوعي العام لدى الشباب بتحفيز من الفهم المتزايد ‏لنمو الدماغ في هذه المرحلة وتتسم بعلامات مميزة تستطيع أن تقلب حياة الأشخاص رأسا على عقب إما سلبيا أو إيجابيًا ويرجع ذلك لطبيعة البيئة و الأشخاص المحيطة بهم والمؤثرة في نمط تفكيرهم.

‏الشاهد في هذه الأزمة بشكل خاص أن الأشخاص فيها تصيبهم حالة من عدم الرضا عن الدراسة أو العمل حتى وإن أصابهم الرضا يكون جزئياً مصحوباً ‏بعدم معرفة لخطواتهم القادمة ‏في مسارهم الدراسي أو المهني ‏والذي يعتبر محور أزمتهم ‏من أنا ؟ وماذا أريد أن أكون؟ ما هي مميزاتي ‏وما الإمكانات المتاحة لي؟ هل استمر في عملي أما لا بد أن أجد عملاً أخر ؟ هل أسافر ؟ أين شريك حياتي ؟ هل عملي يؤهلني لتحمل مسئولية منزل وأسرة ؟ 


‏الأهم هنا هو أن العمل ليس المحفز الوحيد ‏لتفادي تلك الأزمة أن الأزمة هنا هي مرحلة انتقالية تتسبب للشباب في حالة من عدم الاستقرار الذهني والعاطفي يواجهها على امتداد نحو عام كامل يشعر فيها بحالة من الضياع يسيطر عليه إحساس أن تلك الحالة ستدوم إلي الأبد أشبهها هنا ‏مشهور بانتهاء آخر يوم امتحانات الجامعة في السنة الدراسية الأولى إحساس وماذا بعد أين أنا وهل ما أدرسه ‏هو ما أريد أن يكون عليه مستقبلي ‏ما الخطوة القادمة نفس الأسئلة تتكرر بعد انقضاء آخر يوم في امتحانات السنة الدراسية الجامعية الأخيرة ونفس السؤال ماذا بعد أين بداية الطريق وهل ستكون صحيحة؟ يبدأ بعدها في رحلة تجارب العمل ومع أن يصل إلى العمل يأخذه التفكير  هل سأنجح هنا ؟ هل هذه بيئة العمل التي أريدها ‏و إما أن يعمل بشغف او يصيبه ‏قلق وارتباك ‏وتساؤلات دوامة حية تتخبط في راسي الأشخاص في تلك الأزمة بإحساس داخل في قناعة تامة بأنه تلك الأزمة لن تنتهي ذلك الإحساس في حد ذاته ميزة أساسية لتركيبات تلك الأزمة.


‏الروايات تقول والمنطق والعلم أن الأزمات لها بداية وحبكة ونهاية لابد أن تمر بهم إلا أن ‏على الأشخاص إدراك النهاية هنا هي الجزء الأهم بينهم ولابد أن تبقى في ذاكرة الفرد وأمام عينه على الدوام وأن يتعامل مع 
مع البداية والحبكة من الضروري أن يتعامل المرء مع هذا الحزن وهذه المرحلة كي يتمكّن من المضي قدماً في حياته ويعي جيداً أن الاقتناع بوجود نهاية للأزمة هو من سيساعده في التفكير جدياً لوجود نهاية لتلك النفق المظلم وأن التّغيير ليس شيئاً سيئاً على الدّوام ولكن أدراك النّاس في نهاية الأمر هذه الحقيقة ضّروري حتي يعرفوا ما هي أزمة ربع العمر ويكونوا متأكدين من ضرورة التعامل معها بمنتهى الجدية، فهي تتعلق بالحياة نفسها، كما يدل الشطر الأخير من اسمها.

Dr.Randa
Dr.Radwa