قال الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد و الجهاز الهضمي و رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إن الدولة المصرية نجحت في القضاء على فيروس سي والذي كان بمثابة المشكلة الصحية الأولى في مصر، وكانت نسبة الإصابة به حسب الاحصاء والمسح الديموغرافي في مصر تصل لنحو 7% من عدد السكان، وهذه النسبة كانت أكبر نسبة إصابة على مستوى العالم، مضيفا أن الرؤية المصرية اعتمدت على توفير العلاج كأحد اهم الخطوات للتعامل مع المشاكل الصحية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر نجحت في توفير العلاج الفعال ضد فيروس سي وما تبعه من اللقاحات التي تؤخر عن طريق الفم، مضيفا أن هذه الأدوية بمجرد اعتمادها من قبل هيئة الأدوية والدواء الأمريكية في ديسمبر 2013، نجحت مصر في توفيرها في أكتوبر 2014، حينها حصل أول مريض مصري على هذا العلاج مجانا في المراكز التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.
وأشار إلى أنه خلال العشر أشهر التالية نجحت مصر في توفير اللوجيتسيات والاتفاقات مع الشركة المنتجة للتعاقد على الدواء وبدأت الدولة في توفيره مجانا للمواطنين وكانت مصر هي الدولة الأولى التي تقوم بهذا العمل في العالم، ومنذ 2014 وحتى المبادرة الرئاسية بحملة 100 مليون صحة، أي خلال أربع سنوات تم علاج 2 مليون مواطن مصري ضد فيروس سي بهذه الأدوية.
وأضاف أن المشكلة كانت في أن المريض بفيروس سي لا يعرف أنه يصاب بهذا المرض، لأن الإصابة كانت بدون أعراض ظاهرة، فكان من الممكن أن يصاب به الشخص دون أن يعرف بذلك، ويظل لمدة عشرين عاما أو أكثر حتى تبدأ أعراض المضاعفات، وكان من الممكن أن يعاني الشخص من ورم في الكبد دون أن يعرف أن السبب الأساسي كان فيروس سي.
وأكد أنه لهذا السبب أطلقت الدولة حملة 100 مليون صحة التي بدأت في 2018 حتى نهاية أبريل 2019 حيث استهدفت الحملة الكشف عن الإصابة بفيروس سي والأمراض غير السارية، وخلالها تم الكشف عن إصابة حوالي 2 مليون مريض بالفيروس، وتوفير العلاج اللازم لهم، مشيرا إلى أن العلاج بالدواء المصري ضد فيروس سي كان أحد أهم إنجازات التجربة المصرية، حيث ساهم في علاج هذا العدد من الإصابات والذين كان يصعب علاجهم بالدواء المستورد بسبب عدم قدرة الشركة على تدبير مثل هذا العدد من الجرعات لكل المرضى.
وأضاف أن الحملة والعلاج المصري لفيروس سي أعادت السمعة الطيبة للدواء المصري في العالم كله من حيث درجة الأمان ودرجة الفاعلية، مشيرا إلى أن التجربة المصرية نجحت في علاج كل هذا العدد من المرضى في توقيت حوالي 7 أشهر، وهذا العدد الكبير يعد إنجازا كبيرا على المستوى البشري، مشيرا إلى أن الدولة نجحت بذلك العلاج في توفير المليارات من العملة الصعبة.
ولفت إلى أنه بعد أن كانت نسبة الإصابة بفيروس سي في مصر تصل لـ7% في 2015 أصبحت نسبة الإصابة حاليا أقل من 1% من عدد السكان، وهذه النسبة تعني النجاح في القضاء على فيروس سي، مضيفا أن هذا الإنجاز هو ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته اليوم خلال افتتاح المعرض والمؤتمر الأفريقي الطبي، حيث أكد أنه خلال أيام أو أسابيع ستحصل مصر على الإثبات الدولي بالقضاء على فيروس سي ، وهي الشهادة المائية من منظمة الصحة العالمية بخلو مصر من فيروس سي.
وأضاف أن مصر بهذا الإنجاز تعد أول دولة في العالم تحصل على الشهادة المائية بالخلو من فيروس سي، مشيرا إلى أن لجان من منظمة الصحة العالمية زارت مصر لعدة مرات في الفترة الأخيرة، وتتابع معايير إعلان خلو البلاد من الفيروس، ومصر في الدور النهائي الانتهاء للحصول على الشهادة المائية قريبا.