الجمعة 17 مايو 2024

من فلسطين إلى سوريا وليبيا مكافحة الإرهاب وقضايا الأمة.. أولويات الرئيس فى الأمم المتحدة

24-9-2017 | 21:41

تحليل إخبارى يكتبه: أحمد أيوب

«لقاءات مكثفة ومباحثات جادة وملفات مهمة».. هكذا يمكن أن نلخص تحركات الرئيس السيسى عبدالفتاح السيسى فى الأمم المتحدة خلال مشاركته فى الدورة الثانية والسبعين.

الرئيس منذ الساعة الأولى له فى نيويورك وهو يصر على ألا يفوت فرصة من أجل أن تصل رسالة مصر إلى العالم، وأن يستمع الجميع إلى رؤيتها فى كل الملفات، سواء من خلال اللقاءات الثنائية أو كلمته أمام الأمم المتحدة.

كان الواضح منذ البداية أن الأولوية الأولى للرئيس هى القضايا التى تخص الأمن القومى العربى من سوريا.. إلى ليبيا.. وفلسطين.. والعراق.. مرورًا باليمن والخليج..

فكلها ملفات حملها الرئيس وجعلها ضمن أولوياته فى كل اللقاءات من أجل حشد الجهود لإنهاء معانات شعوب هذه الدول وتحقيق أمنها، مثلما حمل معه أيضاً ملف الإرهاب الذى قدمت مصر فيه نموذجاً فريداً، فى المواجهة الجادة الحاسمة التى جعلت العالم كله يحترمها ويقدر رؤيتها.

ملف القضية الفلسطينية كان أحد أهم الأولويات، سواء ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية التى استطاعت مصر إنجاز خطوة مهمة ومؤثرة فيها بالاتفاق الذى تم فى جهاز المخابرات وتناول الرئيس السيسى تأثيره خلال استقباله للرئيس محمود عباس أبو مازن فى مقر إقامته بنيويورك، حيث أكد الرئيس حرص مصر على وحدة الصف الفلسطينى، أيضًا وخلال لقاء الرئيس بعدد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة ركز فى حديثه معهم على دعم مصر لأى جهود من أجل المصالحة، مشيراً إلى أن مصر بذلت على مدار الفترة الماضية جهوداً كبيرة مع الإخوة الفلسطينيين فى الضفة وغزة من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطينى.

وارتباطًا بالقضية الفلسطينية كان تأكيد الرئيس على ملف تحقيق السلام الفلسطينى الإسرائيلى، والذى كان محوراً مهما فى مناقشاته مع الشخصيات الأمريكية أو خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو حيث أكد على أهمية بذل الجهود من أجل تحقيق السلام القائم على الحل العادل والشامل للقضية وفقاً لحل الدولتين مشيراً إلى أن هذه التسوية ستسهم فى توفير واقع جديد للشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن.

فقد أكد الرئيس على أن السلام لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين، مشيراً إلى ما تبذله مصر من جهود لتوفير البيئة المواتية للتوصل إلى تسوية عادلة من الجانبين.

القضية الفلسطينية والسلام كانت فى أغلب أن لم يكن كل لقاءات الرئيس، بل واحتلت جزءاً مهما من كلمته ليس لمجرد الذكر، وإنما ترجمة لقناعته بأن القضية الفلسطينية مسئولية مصرية ولا يمكن أن نفرق فيها، فمصر كانت ومازالت وستظل المدافع الأول عن الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس؛ تجسيداً لنفس المبادئ التى قامت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، وهى مبادئ لا تخضع للمساومة ولا تقبل التنازل.

ليبيا أيضاً كانت حاضرة فى تحركات ولقاءات الرئيس وخاصة ما يتعلق بأهمية دعم جهود توحيد الشمل الليبى والحفاظ على وحدة الدولة وإنهاء محنتها ودعم الشرعية هناك ووقف تهريب السلاح إلى ليبيا، بل والسماح بتسليح الجيش الليبى وإعلان موقف واضح من ميليشيات الإرهاب، وأنه لا مكان لهم حتى تستعيد مؤسسات الدولة قوتها وعدم التهاون مع التيارات المتطرفة وتنظيمات العنف والإرهاب.

كما كانت سوريا أيضاً جزءاً من الهموم التى حملها الرئيس، مؤكداً على مبدأ أن الشعوب هى التى تحدد مستقبلها، ومؤكداً على أهمية تحقيق تطلعات الشعب السورى فى استعادة دولته من المتطرفين ومساندة القوى الوطنية فى تفاوض جاد يصل إلى حلول تضمن عودة الدولة السورية إلى وحدتها وشبعها.

كما كانت اليمن حاضرة أيضاً فى تحركات الرئيس، حيث أشار أكثر من مرة إلى دعم مصر للشعب اليمنى فى حربه ضد من يريدون العبث بمقدراته وسلامة أراضيه، مع الحث على بذل الجهود لاستئناف العمل السياسى لإنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن مصر تؤيد جهود المبعوث الأممى وتدعم خطته لحل الأزمة تغليبًا للمصالحة الوطنية.

ومثلما كانت قضايا الأمة العربية حاضرة، كانت إفريقيا أيضاً، فقد تناول الرئيس أهمية دعم الدول الإفريقية فى تحقيق حلم التنمية المستدامة.

لقاءات الرئيس التى ستشمل اليوم الرئيس الأمريكى ترامب ويعقبه العديد من اللقاءات بزعماء ورؤساء دول العالم وممثلى المنظمات الدولية كلها ستشهد التأكيد على نفس المبادئ المصرية فى كل القضايا والملفات، وخاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ذلك المرض السرطانى الذى أصاب العالم، وتواجهه مصر بكل قوة.

وحتى مثول المجلة للطبع.. كان الرئيس سيبدأ كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى من المقرر أن يستعرض الرئيس خلالها جهود مصر فى مكافحة الإرهاب، وأهمية تكاتف الجهود فى المجتمع الدولى لمواجهته وتجديد الدعوة للتوصل إلى حلول سلمية لقضايا المنطقة العربية، وعرض رؤية القاهرة لأوضاع المجتمع الدولى، وتخصيص جزء من الكلمة عن كيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار فى العالم.

كما تستعرض الكلمة رؤى مصر خلال الأربع سنوات القادمة فى مختلف القضايا المهمة التى تختص بالأمن القومى المصرى والعربى والإقليمى وعلاقة مصر بالدول الأخرى، سواء العربية أو الغربية، خاصة بعد ظهور الكثير من التحديات التى يمكنها تغيير شكل المنطقة فى المستقبل.

كما من المُتوقع أيضا أن تتضمن الحديث عن خطط التنمية المستدامة لمصر، وما تحقق على أرض الواقع من إنجازات لاسيما فى الجانب الاقتصادى والمأمول تنفيذه.

كلمة السيسى تتضمن فى جزء كبير منها أيضاً قضايا المنطقة العربية، ودور إمارة قطر ودعمها للإرهاب وضرورة اجبارها على التوقف عن هذا التوجه المنحرف.

وفى الخطاب من المتوقع أن يوجه الرئيس رسائل للمصريين والعالم أجمع، بأن الإرهاب لم ينتصر ولن ينتصر على أى دولة بل ستنتصر الشعوب لأنها على حق .