الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

في ذكرى وفاته.. لمحات من حياة المشير الجمسي مُعد خطة حرب أكتوبر

  • 7-6-2023 | 12:27

المشير عبد الغني الجمسي

طباعة
  • إسراء خالد

تحل اليوم ذكرى وفاة المشير عبد الغني الجمسي، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، والذي وافته المنيه في مثل هذا اليوم عام 2003.

شغل الجمسي العديد من المناصب بينها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال فترة حرب أكتوبر 1973، ويعتبر آخر وزير حمل لقب وزير حربية في مصر، حيث تغير اسم الوزارة بعد ذلك إلى وزارة الدفاع.

وفي السطور التالية، تستعرض بوابة «دار الهلال» لمحات من حياة وزير الحربية الراحل المشير عبد الغني الجمسي.

المشير عبد الغني الجمسي

  • ولد الجمسي في 9/9/1921 في قرية البتانون بمحافظة المنوفية في بيت العائلة، وكان والده تاجر من أعيان المنوفية.
  • أتم التعليم النظامى في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية والتحق بالكلية الحربية بالقاهرة وتخرج منها ليبدأ حياته العسكرية عام 1939 في سلاح المدرعات وهو في عمر سبعة عشر عاما وواحد وعشرين يوماً.
  • وكان الجمسي هو الوحيد بين أبناء أسرته الذى تلقى تعليما نظاميا في الوقت الذى كان فيه التعليم يزيد من أعباء الأسرة المتوسطة الحال، وبدأ حياته العائلية بزواجه من رفيقة حياته وفاء عبد الغنى التى رحلت في1979، وأنجبت له ثلاث أبناء، وقد أهدى لهم كتابه الذى كتبه عن حرب أكتوبر.
  • كان من جيله جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، وصلاح وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وغيرهم من الضباط الأحرار، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عين في صحراء مصر الغربية؛ حيث دارت أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة رومل، وكانت تجربة مهمة ودرساً مفيداً استوعبه الجمسي واختزنه لأكثر من ثلاثين عاما حين أتيح له الاستفادة منه في حرب أكتوبر.
  • تخرج في الكلية الحربية في نوفمبر 1939، وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل الجمسي مسيرته العسكرية؛ فتلقى عددا من الدورات التدريبية العسكرية في كثير من دول العالم، وبعدها حصل على إجازة كلية القيادة والأركان عام 1951، حصل على أجازة أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966، تقلد عددا من الوظائف الرئيسية بالقوات المسلحة المصرية وهم: تولى قيادة اللواء الخامس مدرعات بمنطقة القناة في معركة السويس عام 1975.
  • كما تولى رئاسة أركان حرب المدرعات 1957 وقائد اللواء الثاني مدرعات 1958 ثم التحق ببعثة المدرعات في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتى عام 1960 ورقى إلى رتبة لواء في يوليو 1965 وعين رئيسا لعمليات القوات البرية 1966 ورئيسا لأركان حرب الجيش الثاني 1967 ورئيسا لهيئة التدريب 1971 ورئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة يناير 1972 ثم رئيسا لأركان القوات المسلحة 1973.
  • وتم ترقيته إلى رتبة فريق في 1973، ثم رقى إلى رتبة فريق أول في 1974، ثم رقى إلى رتبة مشير في 1980، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1974 حتي أكتوبر 1978, نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والانتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1975، المستشار العسكرى للسيد رئيس الجمهورية في عام 1978.

خطة حرب أكتوبر

فى بداية عام 1973 عندما اقترب موعد الهجوم على إسرائيل قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء الجمسي بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى توضع أمام الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين، وتقوم الدراسة على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية وتضمنت الدراسة:

  • المواصفات الفنية لقناة السويس، المد والجزر وسرعة التيار واتجاهاته، ساعات الإظلام و ساعات ضوء القمر، حالة البحرين الأبيض والأحمر، أفضل توقيت يناسب الجبهة المصرية والسورية في نفس الوقت للهجوم بحيث يتحقق أفضل استخدام للقوات المصرية والسورية بالعملية الهجومية بنجاح ويحقق أسوأ الظروف لإسرائيل، تحديد طول الليل يوميا لإختيار ليل طويل بحيث يكون النصف الأول من الليل في ضوء القمر والنصف الثاني في حالة إظلام حتى يسهل تركيب وإنشاء الكباري في ضوء القمر ويكون عبور القوات والأسلحة و المعدات في الظلام.
  • كما تمت دراسة الأعياد والعطلات الرسمية في إسرائيل وتأثيرها علي إجراءات التعبئة في إسرائيل حيث القاعدة العريضة من الجيش الإسرائيلي هي القوات الإحتياطية، ويستدعي الإحتياطي بوسائل علنية عن طريق الإذاعة والتليفزيون وأخري غير علنية، أفادت الدراسة أن يوم كيبور في إسرائيل 6 أكتوبر هو اليوم الوحيد خلال العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد، أى أن استدعاء قوات الجيش الإسرائيلي الإحتياطي بالطريقة العلنية غير مستخدمة، وبالتالي يستخدمون وسائل أخري تتطلب وقت أطول لإستدعاء الإحتياطي.
  • دراسة الموقف الداخلي لإسرائيل، وجدت الدراسة أن انتخابات اتحاد العمال في شهر سبتمبر، وانتخابات البرلمان الإسرائيلي يوم 28 أكتوبر 1973 والمعروف أن الحملة الانتخابية تجذب اهتمام أفراد الشعب الذين هم الجيش الإحتياطي، نتيجة لهذه الدراسة أتضح أن هناك 3 توقيتات تعتبر أنسب التوقيتات للهجوم هي النصف الثاني من مايو، ثم شهر سبتمبر ثم شهر أكتوبر، وكان يوم 6 أكتوبر هو أحد الأيام المناسبة الذي توفرت فيه الشروط الملائمة للهجوم.

كشكول الجمسي

ويقول المشير الجمسي في كتابه مذكرات حرب أكتوبر سلمت هذه الدراسة بنفسي مكتوبة بخط اليد لضمان سريتها للفريق أول أحمد إسماعيل الذي قال أنه عرضها وناقشها مع الرئيس السادات في برج العرب بالإسكندرية في أوائل إبريل 1973 وبعد عودته أعادها لي باليد ونقل انبهار وإعجاب الرئيس السادات بها.

وعبر الفريق أول أحمد إسماعيل عن شكره لهيئة عمليات القوات المسلحة لمجهودها في إعداد هذه الوثيقة الهامة بقوله «لقد كان تحديد يوم الهجوم عملاً علمياً على مستوى رفيع، إن هذا العمل سوف يأخذ حقه في التقدير، وسوف يدخل التاريخ العلمي للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين» كانت هذه الوثيقة هى التي أشار إليها الرئيس السادات في أحاديثه بعد الحرب بكلمة كشكول الجمسي.

وفاة المشير الجمسي

ورحل المشير الجمسي بعد معاناة مع المرض في 7-6-2003 عن عمر يناهز 82 عاما، حصل فيها على العديد من النياشين والأوسمة التي تجاوز عددها 24 وساما من مختلف أنحاء العالم، تم عرضها في الجنازة المهيبة التي حضرها كبار رموز الدولة والعسكرية المصرية، وكان الجمسي قد انتهى قبل وفاته من جمع أوراق وبيانات كافيه للبدء في كتاب جديد عن الصراع العربي الاسرائيلي إلا أن القدر لم يمهله الوقت الكافى للبدء في الكتابة.

الاكثر قراءة