أكد وزير العمل حسن شحاتة على أن الدولة المصرية إتخذت جميع الإجراءات والتدابير الإحترازية ،وتبنت البرامج الرئاسية، وسياسات من شأنها توفير حياة كريمة لمواطنيها ،لمواجهة كافة التحديات التي ضرب سوق العمل حول العالم.
وقال الوزير إن ملف العمل حظي بمتابعة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، فكانت توجيهاته بحماية ورعاية عمال مصر في الداخل والخارج، وتعزيز علاقات العمل بين طرفي العملية الإنتاجية "أصحاب عمل وعمال" ،وتعزيز الإمتثال لكافة معايير العمل الدولية.
كما أكد "الوزير" على موقف مصر الثابت من "القضية الفلسطينية"، جاء ذلك خلال كلمة مصر التي القاها وزير العمل حسن شحاتة اليوم الأربعاء بالدورة 111 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في قصر الأمم المتحدة بجنيف،-بحضور مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير دكتور أحمد إيهاب جمال الدين -والذي يشارك فيها 5000 مندوب يمثلون 187 أطراف العمل الثلاثة" حكومات وأصحاب الأعمال والعمل"، حول العالم.
بدأ "الوزير" كلمته بالترحيب بالسيد نائب رئيس المؤتمر ،والسادة رؤساء وأعضاء الوفود، وقال :" اسمحوا لي في بداية كلمتي أن أتقدم بالتهنئة للسيد وزير العمل في دولة قطر علي صميخ المري على انتخابه رئيساً لأعمال الدورة (111) لمؤتمر العمل الدولي".
وأضاف: "وإنه ليسعدني أن أُلقي بيان حكومة جمهورية مصر العربية أمام مؤتمركم هذا، حيث يأتي إنعقاد هذه الدورة في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة شهدها العالم ،خاصة الدول النامية والأكثر فقراً ،بما يستلزم إعلاء مبدأ التضامن الدولي على كافة الأصعدة".
وأضاف "الوزير" في كلمته: "لقد اطلعت بإهتمام بالغ على تقرير السيد المدير العام لهذه الدورة بعنوان " الدفع قدماً بالعدالة الإجتماعية" وما تناوله من أفكار ورؤى تتعلق بالسعى إلى تحقيق العدالة الإجتماعية وتعزيز العمل اللائق،وتشكيل تحالف عالمي من أجل "العدالة الإجتماعية"،و توفير إطاراً يهدف إلى تكثيف العمل على المستوى العالمي والإقليمي والوطني للنهوض بها،ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد على أهمية التعاون وبناء شراكات تُساهم بشكل فعال في تحقيق العدالة الإجتماعية ،وتطوير البرامج القُطرية للعمل اللائق ودعم الدول الأعضاء في سياق أولوياتها الوطنية،كما نؤكد فى هذا الإطار على أهمية إحترام الخصوصيات الوطنية والإقليمية للدول الأعضاء بالمنظمة،وعدم تبني أي مصطلحات غير متفق عليها في إطار القانون الدولي ،تؤدي إلى الفُرقة ،وتُعرقل من تعزيز أُطر التعاون الدولي".
وجاء في كلمة "الوزير" :"إن التحديات الراهنة التي ألقت بظلالها على الإقتصاد العالمي بصفة عامة ،إستوجبت قيام الحكومة المصرية باتخاذ قرارات واصدار تشريعات وإقامة مشروعات وطنية عملاقة،لخلق المزيد من فرص العمل وزيادة معدلات النمو،وخفض معدلات البطالة.
كما وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإحالة مشروع قانون العمل الجديد إلى المجلس الأعلى للحوار الإجتماعي،بهدف إشراك كافة الأطراف المعنية في الحوار ،لتبني تشريعات يتوافق عليها الجميع ،وتستمر في تعزيز مبادئ التوزان والعدالة في علاقات العمل،بين صاحب العمل والعامل ،وكذلك تعزيز أُسس الحقوق والحريات النقابية ،حيث أطلقنا مؤخراً دليل إجراءات تأسيس المنظمات النقابية ،وأجرينا الإنتخابات العمالية التكميلية بحرية كاملة .
كما وافقت مصر على الإنضمام لاتفاقية العمل البحري الموحد 2006 والتي يتم مناقشتها بمجلس النواب تمهيداً للتصديق عليها.
فضلاً عن موافقة مجلس الوزراء على تعديل أحكام قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والذي يأتي في ضوء توجيهات السيد الرئيس بأهمية تعزيز دور القطاع الخاص في الإقتصاد المصري..كما كانت موافقة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، بتغيير اسم وزارة القوى العاملة إلى وزارة العمل ،دليل قاطع على إحترام وإمتثال الدولة المصرية لمعايير العمل الدولية ،التي تهدف إلى توسيع نطاق دور الوزارة في تعزيز علاقات العمل ،مُعبرة عن جميع الأطراف بعدالة وإتزان".
وبشأن خطط الدولة المصرية في ملف "العمل " قال شحاتة :"أطلقت الدولة المصرية حزمة من برامج الحماية الإجتماعية في سياق الجمهورية الجديدة كمبادرة حياة كريمة والتي تستهدف القُرى الأكثر إحتياجاً ، وحماية العمالة غير المنتظمة، ودمج ذوي الاعاقة في سوق العمل، والتوسع في برامج التدريب المهني، ودعم التعليم الفني والصناعي، تنسيقاً مع الشركاء الاجتماعيين، والقطاع الخاص، والاستمرار في سياسات زيادة معدلات تشغيل النساء ،وتفعيل الخطة الوطنية للمساواة بين الجنسين في مجال العمل.
وأيضا إفتتاح "وحدة ما قبل المغادرة" لتوعية عمالنا في الخارج بحقوقهم وواجباتهم ..كما نستعد قريبا لإطلاق الإستراتيجية الوطنية للتشغيل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ،وكذلك إطلاق منصة لسوق العمل".
وعن التحديات التي تواجه ملف العمل في الأراضي العربية المحتلة قال شحاتة :"لقد كشفت الأزمة الأخيرة- وهو ما أكده تقرير المنظمة عن وضع العمال العرب في الأراضي العربية المحتلة - عن مدى صعوبة وخطورة الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية والجولان السوري المحتل ،وجنوب لبنان ،وأصبحنا في حاجة ماسة أكثر مما مضى،إلى إتخاذ خطوات فعالة ومتسارعة لإنهاء الوضع المأسوي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطينى، والذي بات من المؤكد أن هذه التأثيرات السلبية تُلقى بظلالها على المنطقة بأثرها وتهدد التنمية المنشودة، فعلينا أن ننتقل من مرحلة التهدئة المؤقتة أو بالأحرى إدارة الصراع إلى معالجة الأسباب والبحث عن حلول فعالة ،والتوصل لحل هذا النزاع كاملاً بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ،على حدود الرابع من يونيو 67 ،وعاصمتها القدس الشرقية ،بما يُحقق السلام العادل والشامل وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية.".
وفي ختام كلمته قال الوزير :"لايسعنى إلا ان اتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على نجاح هذا المؤتمر ،متمنياً التوفيق والسداد للسيد جيلبرت هونجبو،متطلعين إلى توصيات تواجه تحديات "عالم العمل الدولي"، ومتطلعين أيضاً إلى المزيد من التعاون مع المنظمة في كافة المشاريع التي بيننا،لتعزيز علاقات العمل،وتحقيق التنمية والعدالة الإجتماعية بشكل أوسع".
ويرأس وفد مصر الثلاثي الوزير حسن شحاتة ،ويتكون الوفد من وزارة العمل :"أمال عبد الموجود رئيس قطاع العلاقات الخارجية،والمستشار إيهاب عبد العاطي المستشار القانونى للسيد الوزير،ومنال عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير ،وعبدالوهاب خضر المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي ،وهلال مامون مدير عام المنظمات والاتفاقات،وأحمد معروف مدير عام العلاقات العامة ،وأمنية عبد الحميد مساعد فنى بمكتب الوزير ،ودينا محمود باحث بإدارة المنظمات والاتفاقيات،و ريم فيصل باحث بإدارة المنظمات والاتفاقيات".
وعن الغرف التجارية:د محمد عطية الفيومي ،و محمد طلعت..من اتحاد الصناعات: د. سيد تركي ،ومحمد عاطف.. وعن فريق العمال: محمد جبران ،وخالد عيش،وعبدالمنعم الجمل ،وخالد الفقي، ومجدي البدوي،وعادل عبدالفضيل ،وسولاف درويش ، وعيد مرسال، وهشام عبد العزيز، وعماد حمدي،وهشام فؤاد ،ومحمد عبد ربه ،وعايدة محي الدين ،وعبدالرحمن عبدالغني،وسامي رزق ،وكارولين سمير ،ومحمد ابو العباس نوفل
وكانت قد بدأت أمس الأول الاثنين ،الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي ،بانتخاب على بن صميخ المري وزير العمل القطري رئيسا للمؤتمر ،و هنري كوينت من النرويج ،و اهور أوان من باكستان نوابا للرئيس .. كما جرى تشكيل وتكوين اللجان الدائمة والفنية للنظر في البنود المدرجة في جدول الأعمال ،واعتمدت الجلسة الافتتاحية الترتيبات العملية لتسيير المؤتمر وتشكيل اللجان.و في تلك الجلسة الافتتاحية القى المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت ف. هونغبو كلمة بشأن تقريره المعروض على المؤتمر عن "النهوض بالعدالة الاجتماعية" والذي رصد فيه التحديات التي تواجه عمل العمل ،ودعوته لتشكيل تحالف عالمي من أجل العدالة الاجتماعية ،وتحدث المدير العام عن تلك التحديات التي تواجه العدالة الاجتماعية حول العالم ،وقال إن هناك 685 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع معظمهم من افريقيا ،وان 160 مليون طفل عامل ،و207 ملايين شخص عاطل،و4 مليارات شخص ليس لديهم حماية اجتماعية ،داعيا إلى أهمية تشكيل تحالف عالمي لمواجهة تلك التحديات التي تواجه عالم العمل ،وناشد بلدان العالم إلى توفير الحماية الاجتماعية والعمل اللائق ..وعرض رئيس المؤتمر القطري على المري ،في كلمته رؤيته بشأن البنود المعروضة على المؤتمر خلال فترة الانعقاد ،خاصة التحديات التي تواجه عالم العمل،وايضا ملف التلميذة الصناعية،ومناقشات بشأن حماية العمال، وتوفير بيئة عمل لائقة وصحية ،وأهمية الاهتمام بملفات التدريب المهني،وحماية العمال غير المنتظمين ..كما تحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس فريق أصحاب العمل ،وكذلك رئيس فريق العمال ،واكدا على أهمية ذلك التحالف العالمي لمواجهة التحديات في عالم العمل .
ويناقش ممثلو أطراف العمل الثلاثة حول العالم خلال فترة المؤتمر ،جدول اعمال يتضمن مناقشة بنود أساسية منها :مناقشة تقرير المدير العام بشأن النهوض بالعدالة الاجتماعية،وتقرير عن أوضاع عمال الأراضي العربية المحتلة،وتقارير عن التلمذة الصناعية، والمساواة بين الجنسين ،والحماية الإجتماعية للعمال ،و سبل تحقيق انتقال عادل نحو اقتصادات ومجتمعات مستدامة بيئيًا للجميع.