يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض اليوم / الخميس / ريشي سوناك للبحث في قضايا أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والذكاء الاصطناعي، لكن رئيس الوزراء البريطاني يريد خصوصا الاحتفال بصداقة أعيد اكتشافها بين البلدين.
وسيذكر سوناك الرئيس الأمريكي الفخور جدًا بجذوره الإيرلندية، بأن لديه أصولا بريطانية أيضا بعيدة جدا. وسيقدم له نسخة من كتاب حول الانضباط على متن السفينة، كتبه سلف له يدعى كريستوفر بايدن في القرن التاسع عشر.
ولم تعرف الهدية التي سيقدمها إلى سوناك، البيت الأبيض الذي سيحاول تجنب تكرار الخطأ الفادح لعام 2009، عندما سلم الرئيس حينذاك باراك أوباما، جوردون براون مجموعة متنوعة من الأقراص المدمجة تعذرت قراءتها في بريطانيا لأسباب فنية.
لكن اللقاء سيكون بالتأكيد وديا مع تحسن العلاقات الثنائية عما كانت عليه في عهدي بوريس جونسون وليز تراس.
ويقيم ريشي سوناك بصفته ضيفا مميزا في مبنى "بلير هاوس" القريب من البيت الأبيض وتستقبل فيه في بعض الأحيان وفودا أجنبية مرموقة. وقد اكتسب صفة "الفندق الأكثر نخبوية في العالم".
وبعد لقاء في المكتب البيضاوي قبيل ظهر الخميس (بالتوقيت المحلي)، خطط البيت الأبيض لعقد مؤتمر صحفي مشترك، وهذا أمر لا يحدث بشكل منهجي عندما يستقبل جو بايدن ضيوفًا.
وكان الرجلان التقيا مرات عدة على هامش مؤتمرات قمة دولية أو لإطلاق تعاون عسكري كبير مع أستراليا.
وأشادت الولايات المتحدة مرارًا بالتزام البريطانيين بدعم أوكرانيا. كما تنظر واشنطن بتقدير إلى موقف ريشي سوناك الحازم ضد الصين.
ويفترض أن نتهز سوناك فرصة هذا التفاهم الجيد لتأكيد طموحاته في تنظيم الذكاء الاصطناعي، المجال الذي لا يزال لا يخضع لضوابط وإن كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يناقشان ذلك.
وقد أعلن ريشي سوناك من واشنطن أن أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي ستعقد في لندن في الخريف المقبل.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه سيبحث مع جو بايدن في دفع ترشيح وزير الدفاع في حكومته بن والاس لقيادة الحلف الأطلسي، قدما.
ويجري الرئيس الأمريكي مفاوضات دبلوماسية قبل قمة التحالف الدفاعي الغربي، التي ستعقد الشهر المقبل في فيلنيوس (ليتوانيا) ويريد الغربيون توجيه رسالة قوية خلالها بشأن أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، سيستقبل بايدن الاثنين الأمين العام الحالي للحلف، النروجي ينس ستولتنبرج الذي تنتهي ولايته في أكتوبر ولا تملك واشنطن سوى الإشادة به.
واستقبل جو بايدن الإثنين الماضي رئيسة حكومة الدنمارك ميت فريدريكسن التي طرح اسمها لتصبح أول امرأة تقود الناتو.
وحول التجارة، يتوقع أن يكون سوناك أكثر تحفظًا.
فقد تخلى عن تحقيق سريع لما كان لفترة طويلة هدفًا أساسيًا للمملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وكغيره من القادة الأجانب، سيطلب استثناءات من سياسة جو بايدن في السيادة الصناعية التي يجسدها تشريع مهم للاستثمار يسمى "قانون خفض التضخم" (آيرا).
وتريد لندن خصوصا معاملة تفضيلية لمصنعي السيارات في مجال البطاريات الكهربائية، الاستراتيجي جدا.