تحل اليوم الذكرى الـ31 على اغتيال الكاتب والمفكر فرج فودة بتخطيط وتنفيذ الجماعات المتطرفة في عام 1992م، وجاءت عملية اغتيال «شهيد الكلمة» على أيدي ثلاثة أشخاص من الجماعة المتطرفة بقرار أحدهم وهو أبو العلا عبد ربه، بعد حصوله على فتوى أن فرج فودة مرتد عن الإسلام، ولم يكن وقتها اسم «أبو العلا» مشهورًا داخل هذه الحركة، ولكنه بعد عملية الاغتيال أصبح معروفا باسم «قاتل فرج فودة».
وكانت الجماعات المتطرفة حرضت على قتل فرج فودة بعد أن ظهرت فتاوى بتكفيره، وارتكب الحادث شابان من الجماعة المتطرفة، هما «أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان»، على دراجة نارية وإطلاق النار عليه فور خروجه من مكتبه برفقة ابنه، وعلى إثر الجريمة أصيب «شهيد الكلمة» بإصابات بالغة فارق بعدها الحياة، وذلك بعد أن تسببت جراءة أفكار فرج فودة في حالة من الثورة والغضب والهجوم الشديد عليه من قبل أتباع الفكر المظلم، وكانت من ضمن أفكار واتجاهات فرج فودة الفكرية مطالبته الدائمة بفصل الدين عن السياسة والدولة.
الميلاد والنشأة
ولد فرج فودة في 20 أغسطس من عام 1945م، في مدينة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، تخرج من كلية الزراعة في يونيو 1967 من جامعة عين شمس، وفي نفس الشهر استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة في حرب 5 يونيو من نفس العام، واعتقل فودة بعدها بعام في مظاهرات الطلبة لأيام قليلة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كما أن له كتابات عديدة في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار.
الجمعية المصرية للتنوير
وأسس فودة الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر وهي التي اغتيل أمامها، بعد أن شارك في بداياته في تأسيس حزب الوفد الجديد ولكنه استقال منه بعد أن اعترض ورفض تحاف الحزب مع جماعة الإخوان لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري لعام 1984.
وكان للكاتب فرج فودة مناظرتان شهيرتان أولها كانت مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في 7 يناير 1992، والأخرى في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم 27 يناير 1992 وجاءت تحت عنوان: «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية» وكان لهذه المناظرات أثر غضب كبير من قبل المعترضين لأفكاره، وقادت الهجوم الممنهج عليه وحض بيانات تحريضية ضده.
ومن المفاجأة في محاكمة قاتل فرج فودة عند سؤاله لماذا قتلته؟ قال لأنه مرتد؟ وعندما سُئل من أي كتب عرفت أنه مرتد؟ أجاب بأنه أمي لا يعرف القراءة أو الكتابة، وأنه قام بقتل فرج فودة قبيل عيد الأضحى حتى يحرق قلب أهله عليه أكثر، لتتوالى الجلسات ويحكم عليه في الأخير بالإعدام.