الخميس 26 سبتمبر 2024

٣٠ يونيو .. العودة للمسار الطبيعي للتاريخ!


ثورة 30 يونيو

مقالات8-6-2023 | 21:35

أحمد رفعت

أنقذت ثورة ٣٠ يونيو مصر من مصير أسوأ مما نتخيل، وصححت وحدة الشعب والجيش خطأ البعض وأعادت مسار التاريخ إلى مجراه الطبيعي.

لم تطأ أقدام جماعة الإخوان أي أرض إلا تحولت إلى نيران مشتعلة تأكل الفتن بعضها بعضا.. لم يدخلوا قرية إلا أفسدوها.. في غزة.. اعتدوا حتى على المصلين من الراكعين الساجدين العابدين في بيوت الله.. نافسوا الاحتلال الصهيوني في تكسير عظام الأهالي لم يشفع لهم وقوعهم جميعا تحت قبضة احتلال مجرم لهم عنده أسرى وثأر!

في سوريا.. أشعلوا سيارات قوات الجيش الذي لا ينقصه أعداء ومتربصين.. فجروها وقتلوا من فيها ولم يعرفوا حجم جرمهم إلا بعد قسوة رفعت الأسد معهم!

في الجزائر عرفت لأول مرة وعرفنا معها عقد الدم!!.. عشر سنوات من نزيف البلد الحبيب الذي لم يعرف نزيفا لأبنائه إلا مع الاستعمار الغاشم!

في تونس.. قتل وتصفية.. من محمد البراهمي لشكري بلعيد، وغيرها من أساليب ابتلاع البلد الحبيب!

في مصر.. بلد المرشد المؤسس وثمانين عاما من الرقص مع الشيطان.. إرهاب وقتل وتفجير في الأربعينيات من قاض ورئيس وزراء ومسئولين وتفجير مؤسسات تجارية ومالية وخصوم ومتمردين عليهم، وفي الخمسينيات محاولات لمنع مصر من التقدم بأي وسيلة حتي بلغت حد محاولة قتل رئيس البلاد ونسف المصالح والمرافق العامة وإغراق دلتا النيل بمحافظاتها ومدنها وقراها وفي السبعينيات تمر السنوات حتى نكتشف بعد أربعين عاما أنهم من خططوا ودبروا لحادث الفنية العسكرية لقلب نظام الحكم ثم انقلبوا علي الرئيس الذي أفرج عنهم ومنحهم قبلة الحياة وترك لهم الحبل على الغارب حتى كان ضحية لمن خرجوا من عباءتهم فكانوا أول من حرض عليه!!

تاريخ طويل وإجرامي.. يجعل من المستحيل ان تترك مصر في أيديهم.. مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن.. خاصة والعبث بقيم شعبنا مارسوه وهم خارج السلطة حلفاء للنظام مرة ويلعبون معه على جثة الوطن مرة أخرى. فما بالنا لو ظلوا في حكم البلاد؟! كانت قيم شعبنا وثقافته وتسامحه ووسطيته محل عبث بل وشكل الدولة ونظامها سيتغير. سيتغير..لن يبقي منها شيء.. كنا سنجد مصر أخرى لو استقر بهم الحال.. ولولا مقاومة وجودهم من اللحظة الأولى وسعيهم لإرضاء الناس لكننا اكتشفنا الوجه الآخر لهم في الدقائق الأولى لسلطتهم.. لكننا رأيناه فيما بعد.. بعد اشتداد مقاومة المصريين لهم. ورأينا القتل والخطف والعدوان على القانمون وعلى مؤسسات الدولة وقضائها وعلى معارضيهم ومخالفيهم دون أن يشفع لبعضهم أن منهم حلفاء الأمس!! حتى تحطمت منصاتهم في التحرير وطارت في الهواء!!!!

ثورة ٣٠ يونيو أنقذت مصرنا من مصير أسود.. أسوأ مما نتخيل. مصر تختلف عن كل ما ذكرناه.. لكن وحدة الشعب والجيش صححت خطأ البعض وأعادت مسار التاريخ إلى مجراه الطبيعي..