الأحد 19 مايو 2024

الوداد والأهلي والروح الرياضية

مقالات11-6-2023 | 14:01

اليوم لن تتبدل الأرض.. اليوم سيكرر فريق عربي فعلته ويبسط سيطرته على أبطال أفريقيا.. لن يكون اللقب الأول للوداد أو الأهلي اللذان يتنافسان حول اللقب في النهائي الثالث والثاني على التوالي.

غدا سيكون بلد عربي أفريقي مزهوا بممثله لأنه منحه اللقب. أيا كان البطل في مباراة اليوم لا ينبغي أن يكون لها ما بعدها، وتنطلق حرب كلامية في الصحف والسوشيال ميديا لتأتي على ما بقي من الأخوة العربية التي يؤسفنا ان نحصر أمد حياتها في تسعين دقيقة. 

نعم، لا ينبغي أن تنتهي بنهاية المباراة الأخوة والنخوة العربية، المواجهة لا تقبل القسمة على اثنين لا بد من منتصر ومنهزم، لكن يمكن لممثلي المملكة المغربية وجمهورية مصر أن يخرجا فائزين، إن هما حافظا على الروح الرياضية وحصرا كل شيء في جنبات الملعب.

لا أطالب المنتصر بقمع فرحه ولا المنهزم بأن يضمر ما قد يشعر به من أسى، لكني أطالب بتقديم الدروس لجيل الغد، للآخرين أيضا.

بالأمس جرت مباراة نهائي عصبة أبطال أوروبا وكانت احتفالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. انفض الجمع بعد تتويج البطل هنأ كل طرف الآخر لأنهما قدما عرضا جيدا، وجسدا الروح الرياضية العالية في قارتهما، ولعل موقف انزاغي مدرب الإنتر الذي خسر النهائي اكبر درس، فقد عبر عن تأثره لأن الكرة عاندت فريقه، إلا أنه لم ينس أن يرفع القبعة للسيتي.

كل الأمل أن يكون ما جاء بعد مباراة القاهرة سحابة عابرة، لأنه تضمن مغالطات هي للاستهلاك المحلي، وأن ينتصر الجميع للروح الرياضية ويهنئ المتوج بدل إطلاق الكلام على هواعنه وذغذغة عواطف جمهور من حقة ان يأسف في حال الهزيمة.

لا اتهم جهة معينة بل أنحاز إلى الروح الرياضية والأخوة العربية.

المغاربة مع الوداد وهذا طبيعي والمصريون مع الأهلي لكن لا ينبغي أن ننكر وجود متعصبين فترى مغاربة يتمنون فوز الأهلي ومصريين يتمنون تتويج الوداد.

هي متمنيات لا ترقى إلى التخوين لأن الوطنية كالحق تعلو ولا يعلى عليها أما الحقيقة ستظهر بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة.

والواجب ضبط النفس والانتصار للروح الرياضية.

صحافي مغربي