قال الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته التي ألقاها في اللقاء الذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعي حول دور المؤسسات الدينية والاجتماعية في تشكيل الوعي الاجتماعي، إن الوعي في عمومه قضية تحمل في طياتها الكثير من المسئوليات الجسام ليس فقط على مستوى المؤسسات وإنما على مستوى الأفراد أيضًا، فهي ترجمة حقيقية للإدراك العام لما يعانيه المجتمع من تحديات، مؤكدًا أن المواطنة الحقيقية تقطع الطريق أمام كل محاولة للتفريق بين أبناء الوطن، كما أنها ضمانة حقيقية للسلام المجتمعي.
وأضاف الهواري إن المواطنة وإن كانت من أهم الرسائل الإيجابية التي تعمل عليها مبادرة "وعي" إلا أنها قيمة إسلامية وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أول من أسس لهذا المفهوم من خلال إطلاق وثيقة المدينة التي أكدت المساواة بين أبناء المجتمع الواحد في الحقوق والواجبات بما يضمن العيش الآمن بين المسلمين وغير المسلمين وقتها، وهي وثيقة لا نزال نجني ثمارها الإيجابية حتى الآن، كما أن كل سعي لتحقيق الوفاق المجتمعي لم يخرج عن إطارها وما نصت عليه.
وبيّن الهواري أن الأزهر الشريف بقطاعاته المختلفة ووعاظه حولوا هذه الإرشادات النبوية إلى صيغ عملية تطبيقية بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة، وذلك انطلاقًا من اهتمام الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بضرورة أن يكون للأزهر ورجاله دور مهم في الاستجابة إلى ما يدور في واقع الناس، وما يتعلق بحياتهم.