السبت 1 يونيو 2024

كلية الشعب

25-9-2017 | 13:00

  بقلم: إيمان رسلان

 

فى منتصف يوليو الماضى وفى أثناء تواجدى فى جامعة القاهرة، تلقيت اتصالًا هاتفيًا، وكان المتصل د. إيهاب أبو عيش، عميد تجارة القاهرة، وللحقيقة لم أكن أعرف سيادة العميد من قبل والتقينا فقط فى احتفالات الجامعة، لأن ميولى لم تكن أبدًا ناحية تخصص التجارة أو المحاسبة.

رغم أنه فى منتصف العقد الماضى، وتحديدًا عام ٢٠٠٥ حينما حصل ابنى الأكبر على الثانوية العامة، كانت كل المناقشات بيننا تدور حول التحاقه أولًا بالحقوق ولم يكن خيار التجارة إلا فى المرتبة الثانية باعتباره درس شعبة أدبى، ولكن بعد مرور أقل من أسبوعين من بداية الدراسة، لم يحب دراسة الحقوق، ولم يكن لى خيار آخر فتم تحويل أوراقه إلى التجارة.

 

وهنا تعرفت على الكلية التى كان اسمها الدارج العامة أنها الكلية الجراج أى يذهب إليها من لايجد فرصة فى التخصصات الأخرى.

ولكن بعد عام واحد فى الدراسة أشهد أن ابنى أحب هذه الدراسة ووجدته يحكى لى كثيرًا عن هذا المجال والتخصص، وأنا التى معلوماتها توقفت عن الحساب والجمع والطرح وإن كنت أميل للمسائل الهندسية أكثر.

وفى دراسته تلقى معلومات كثيرة والأهم أن تدرب بالفعل أثناء دراسته ومن خلال هذا التدريب وجد فرصة العمل المناسب له فى تخصصه فور تخرجه بدون واسطة أو تدخل أو أى شىء.. فى نفس العام وبعدها تقابلت مع كثيرين من زملائه وجدت فى نفس الكلام أن تخصص التجارة يحتاجه سوق العمل فى كل القطاعات، ولذلك أصبح الطلب على الكلية والتخصص كبيرًا وكلهم حصلوا على مجاميع أعلى من ٨٥ فى المائة فى الثانوية العامة، بل جزء كبير منهم الآن تقدم للحصول على شهادات أعلى متخصصة فى العمل.

فى نفس المجال وجدت من أقاربى وأبناء زملائى ممن التحق بالهندسة والصيدلة يتقدمون للحصول على الماجستير والدكتوراه المهنية M.P.A وهى شهادة فى علوم الإدارة وغيرها لأن مجال العمل الآن يتطلب واقعيًا وعمليًا تخصص الإدارة، بل أحلم أن يكون تخصص مبادئ الإدارة مادة أساسية فى كل الكليات لأنها لم تصبح موهبة بالفطرة مثل الحاج متولى أو الشخصيات العصامية، التى كان لها كل الاحترام فى وقتها، ولكن مع التطور العلمى، الذى أصبح فريضة الآن وجب التخصص الدقيق كمان، ولعل من ضمن أكثر من حمسنى لإصدار هذا الملحق هو أننى وجدت جهودا مخلصة حقيقية تتم فى جامعة القاهرة من إصلاح حقيقى والإصلاح يعنى الاهتمام والتطوير، ولذلك جاء اختيار د. إيهاب أبوعيش العميد للتجارة العام الماضى اختيارًا موفقًا من إدارة الجامعة فى ذلك الوقت ممثلة فى د. جابر نصار، والآن تجد الكلية كل الدعم والآن من د. الخشت، الذى أصر أن تكون زياراته الافتتاحية فى بداية العام الدراسى هى الكلية الأكبر بالجامعة أى التجارة، لأننى اكتشفت عندما اقتربت من الكلية كيف أن هذا الجيل الجديد فى إدارة الكلية يمتلك رؤية عصرية وعلمية حقيقية للتطوير تكاد تشبه الانقلاب فى علوم أو تشبه دخول عصر جديد فى التحديث للتعليم فى مصر ومحاولة أنشطة الدراسة بمعنى دخول العلوم الإنسانية لها والفنون وتخصصات جديدة.

وللحقيقة حسم تمامًا حبى لإصدار هذا العدد الذى قد يبدو جافًا للوهلة الأولى لأن له علاقة بلوائح وأرقام وغيره، إن التغيير الذى يتم لأول مرة منذ قرن كامل، حيث بدأت بالمحاسبة البسيطة جدا لتخريج موظفين أو الباشكاتب، إن صح التعبير.

إنه سوف يصب ويهدف إلى الأغلبية الكبيرة من الطلاب أو ما يطلق عليهم طلاب شعبة العربى وليس شعبة «تجارة إنجليش».

أى أن التطوير يهدف إلى الكل أكثر من ٨٥ فى المائة من طلابنا، الذين يلتحقون بالتعليم المجانى بالكلية، إذن هناك هدف حقيقى للتطوير يجب دعمه، وأن تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ، وأن هناك بالفعل أجيالا جديدة تحلم بمصر جديدة بالتغيير من أجل الأغلبية، وليس من أجل فئة واحدة فقط هى من تدفع.