الإثنين 3 يونيو 2024

د. عبد العزيز هاشم مدير وحدة البحوث التجارية والدراسات: العالم كله يتطور فى نظم المحاسبة والإدارة.. فلماذا لا نتطور نحن أيضا؟!

25-9-2017 | 13:27

د. عبد العزيز هاشم مدير مركز الابتكار وتميز الأعمال بكلية التجارة وجامعة القاهرة، تحدث باستفاضة عن المركز الجامعى الذى يقع فى مبنى متكامل يخدم الطلاب وسوق العمل بل وموظفى وإداريى الجامعة.

تحدث فى هذا الحوار عن سوق العمل المصرى هذه الأيام وعن أهمية التخصص لا سيما أن طلاب التجارة يقترب عددهم من ٢٥فى المائة من طلاب التعليم العالى فى مصر، وهى نسبة مرتفعة جدًا تضعهم فى المرتبة الأولى أو التخصص الأول فى مصر الذى يضم طلابها.

ماذا يعنى مركز التميز فى قطاع مثل كلية التجارة؟

يعنى أن يكون هناك مركز متخصص للابتكار فى تقديم الاستشارات فى كل ما يهم مختلف القطاعات فى مصر بمعنى أن الكلية بها خبراء وأساتذة فى مختلف التخصصات من الإدارة إلى التأمين إلى المحاسبة إلى التمويل وهى تمثل الاحتياجات الأساسية لكل مؤسسة وعمل فى مصر.

ولذلك جاء التفكير منذ سنوات قليلة فى إنشاء هذا المركز أولا حتى تطور أداء الجامعة نفسه أى تبدأ من البيت من الداخل ثم نربط الجامعة بالعالم خارج قاعات الدرس فى مجال البيزنس والأعمال والشركات.

ولكن هل يأتى لكم رجال الأعمال والمؤسسات فى مصر ليطلبوا المشورة أم يتجهون للخبراء الأجانب؟

للحقيقة نحن بدأنا بالفعل فى أن يكون لنا علاقات كثيرة مع مجتمع إدارة الأعمال وتخصصنا أولًا مثلا فى إعداد دراسات الجدوى التنظيمية بمعنى إعداد الهياكل الإدارية لإنشاء أو تطوير المؤسسات وبالتأكيد أى مؤسسة فى مصر أى كان الفرع أو التخصص الذى تعمل به تحتاج إلى هياكل إدارية تنظم العمل من لوائح وعلاقات عمل وغيرها.

والآن أصبحت بعض شركات الأعمال العام تلجأ إلينا لتقديم المشورة لها وإعداد الدراسات خاصة فى مجال الصناعة.

هل تلجأ لكم الحكومة لطلب المشورة؟

حتى الآن لا، لأن الحكومة لديها أدوات وأجهزة أخرى ولكن شركات قطاع الأعمال العام هى التى أصبحت تلجأ إلينا فى التطوير، يضاف إلى هذا أن الجزء الأهم فى عمل المركز هو التدريب ثم التدريب ثم التدريب لأنه لا تنمية بدون تدريب حقيقى ومهارات يكتسبها الطالب.

ما معنى ذلك؟

معنى ذلك أننا نقوم بإعداد دورات تدريبية للارتقاء بقدرات وتنمية العنصر البشرى وهذه نقطة هامة لأنه يمكن أن تحدث ولكن الأداء والعائد منه ضعيف للغاية ومن هنا أهمية التدريب ولأننا أصبحنا جهة موثوقا بها داخليًا، يأتى لنا “العميل” شركة أو مؤسسة أو غيرها وتطلب إعداد نموذج تدريب وهذا يحقق أيضًا مكاسب للجامعة باعتبارنا بيت خبرة داخلى وبهذا نعظم الاستفادة من الكوادر الجامعية وفى نفس الوقت نستغل الأصول الموجودة لدينا من مبان وغيرها ونساهم أيضًا فى توفير دخل.

هذا عن سوق العمل واحتياجاته ماذا عن الطلاب وهم الركيزة الأولى لكلية التجارة؟

للحقيقة سوق العمل اليوم من واقع خبرتنا لا يحتاج تخصص التجارة بمعناه القديم وحتى فى الهندسة وهكذا وإنما هو يحتاج إلى نوعية محددة من الخريجين الأكثر تخصصًا ولديه مهارات متعددة ليست حسابية فقط أو يجيد القراءة والكتابة فى تخصصه بمعنى توفر المعلومات الأولية ولكن الآن سوق العمل يحتاج إلى اللغات والكورسات المتخصصة ونحن بالفعل نقدم ذلك للطلاب وعلى مدار العام بل لعلى أقول إنه أكبر عنصر لجذب الطلاب أثناء الدراسة والأكثر فى الإجازة الصيفية فمثلًا لدينا كورسات متخصصة وعليها إقبال كبير لأن سعرها أقل مما يوفره السوق لمثل هذه الكورسات بنسبة ٥٠فى المائة على الأقل ونحاول بجانب توفير أعضاء هيئات التدريس المدربة فى هذه الكورسات أن تجتذب أيضًا الخبرات العملية فى سوق العمل لتكون جزءًا من الكورس.

هل هناك أمثلة لذلك؟

نعم بالتأكيد فنحن مثلًا نحرص أن يتضمن الكورس مديرى ومسؤولى البنوك لتقديم خبراتهم للطالب، وكذلك ممثلون عن التسويق وهكذا ومن هذه الأفكار العامة، التى تطبق هى إنشاء مركز استشارى أعضاؤه من خارج الكلية، وذلك من أجل توثيق العلاقة مع جهات العمل فترسل لنا الشركات مثلا أنها تحتاج إلى توظيف ١٠ طلاب فى تخصصات محددة، تمويل حكومة إلى آخره، نحن نوفر للطلاب وبالذات الأوائل مثل هذا التدريب وفرص العمل ونعطى الأولوية للطلاب طبقًا لتقديراتهم خاصة أن هناك اتجاهًا حتى داخل مصر وبالتحديد فى البنوك والشركات الكبرى والعالمية هو عدم تعيين الأقارب مثلًا الدرجة الثالثة وذلك نقطة مهمة ليس فقط منعًا للواسطة دائما لحسن سير العمل والإنتاج.

وماذا عن موظفى وإداريى الجامعة ونحن فى عصر التكنولوجيا؟

نحن بدأنا بالفعل منذ أكثر من عام فى تدريب موظفى الجامعة، وقد أصر د. جابر نصار، رئيس الجامعة السابق على إعداد دورات متخصصة بالذات فى قواعد المشتريات وغيرها، نظرًا لأهمية هذا القطاع فى الإصلاح المالى والإدارى والآن نعد دورة تدريبية عن القيمة المضافة ونطبقها فى الجامعة.

كما أننا نعد الدورات التدريبية كمراجعى حسابات للوحدات ذات الطابع الخاص فى الجامعة أى أننا أصبحنا بيت خبرة يفيد الجامعة حاليًا ومحاسبيًا وتدريبيًا وبين خبرة أيضًا خارج أسوار الجامعة، وهذا هو الهدف من إنشاء مثل هذه البرامج والوحدات المتخصصة كوحدات للتميز.