الأربعاء 29 مايو 2024

أستاذ علم اجتماع: مبادرة الأب القدوة فرصة حقيقية لإعادة الكيان الأسري

الأب القدوة

سيدتي15-6-2023 | 01:38

فاطمة الحسيني

بعد أيام من إطلاق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «الأب القدوة»، تأكيداً منها على ترسيخ الدور الأسري والتنشئة الأسرية السوية والسليمة، باعتبار الأسرة هي لبنة المجتمع متمثله في وجود الأب كقدوة صالحه لأبنائه وداعم قوي لأسرته، نتساءل هل تغيرت نظرة المجتمع عن السمات التي يجب أن تتوفر في الأب القدوة؟ أم مازالت راسخة في عقول البعض؟

من جهته أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، من خلال تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أنه نظراً للتغييرات المجتمعية والثقافية والتكنولوجية التي طرأت على المجتمع المصري منذ سنوات، تغيرت بشكل كبير معايير الأب القدوة، وقلت ثقافة الاحترام المتبادل بين الأب وأولاده، والمعلم وتلاميذه، فالأب الذي لا يعمل ولا يتحمل مسؤولية عائلته، يورث أبناؤه الشعور بالظلم، ويؤدي إلى خروجهم للحياة، بقلب ضعيف ونفس حاقدة وغير سوية، كما اختفت الروح السائدة لتضافر الأسرة المصرية وتجمعها في وجبة طعام واحدة، وأصبح كل فرد من الأسرة يعيش في بيئة منعزلة عن الآخرين، ولم يعد هناك وقت لسماع الأب لأبنائه والعكس.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن مبادرة الأب القدوة فرصة حقيقية لإعادة الكيان الأسري لوضعه الصحيح، من خلال تغيير التنشئة الاجتماعية للأسرة ككل، وتضافر جهود كلاً من المؤسسة الأولى المتمثلة في البيت كنواة رئيسية لتشكيل الأسر، والمؤسسة التعليمية بدءا من المدرسة للجامعة، والدينية من مسجد وكنيسة، والإعلام المرئي والمسموع، والقوى الناعمة المتمثلة في المسرح والسينما والدراما، كما أنه لابد من تشجيع مثل تلك المبادرات التي تهتم بالشأن الأسري، وأن تتعاون سوياً بقية الوزارات التي تهتم بالإنسان بصورة مباشرة مثل وزارة التضامن الاجتماعي والأوقاف والتعليم إلي جانب مؤسسات المجتمع المدني والنقابات المهنية، لتكوين مثلث داعم لعودة الأسرة كما كانت وإعلاء ثقافة الاحترام بين أفرادها مرة أخرى.