نحتفل باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين في 15 يونيو من كل عام، والذي يهدف لمنع إساءة معاملة المسنين والتصدي لها، ومحاولة حصولهم على الصحة والرأفة وصون الكرامة، وبمناسبته نتساءل عن أشكال الإساءة التي يتعرض لها المسنين خاصة من النساء، والآثار النفسية المترتبة عليها؟

ومن جهته  أكد الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن مفهوم الإساءة يتضمن الكثير من المصطلحات، فهو الإهمال والتجاهل وعدم تلبية الاحتياجات المادية والمعنوية، والعدوان، والبعد والهجران وغيرها من المشاعر القاسية التي يشعر بها كبار السن وخاصة أن لديهم شعور دائم بأنهم أصبحوا في وضع المستضعفين، وتنقسم الإساءة التي يتعرض لها المسنين إلي أكثر من نوع فمنها:

• الإساءة الجسدية: وتكون عبارة عن إهمال صحة المسن وتجاهل علاجه ونظامه الغذائي الذي من المفترض أن يواظب عليه.
• الإساءة العاطفية أو النفسية وتعني إهمال المسن، وعدم الاتصال به أو التحدث معه بطريقة غير تربوية أو إنسانية.
• الإساءة الفعلية والجنسية، وهي تعرض المسنين لكافة أشكال التعذيب الذي يصل لإلقائهم في دور العجزة أو الضرب، بخلاف قسوة تعامل بعض زوجات الأبناء وأزواج الفتيات.

وأضاف أستاذ علم النفس، أن المسنين من النساء أكثر تأثرا وحساسية تجاه التعامل من قبل أبنائها بقسوة، وذلك لأن المرأة بطبيعتها عاطفية ولديها القدرة على العطاء، فتتأثر بشكل سريع عن الرجل إثر تعرضها لأبسط الأشياء ولو مجرد كلمة، ولكن لا توجد إحصاءات تحدد أيهما يتعرض للإساءة أكثر سواء المسنين من الرجال أم النساء، ولكن يبقى الأثر  النفسي والمعنوي هو الأهم، حيث أن هناك  بعض الآثار النفسية المترتبة على سوء معاملة المسنين، والتي من أهمها:

• الإصابة بالقلق والاكتئاب، لشعورهم أنهم أعطوا الكثير خاصة في الأسر المصرية، لأن العادات المجتمعية تجعل الآباء تقف مع أولادها حتى بعد الزواج والإنجاب، وفي المقابل عندما تقابل تلك التصرفات الإنسانية والعاطفية والداعمة بالنكران والتجاهل والقسوة، يكون الشعور بالاكتئاب والحزن هو المسيطر الوحيد عليهم.
• قلة المناعة وعدم الرغبة في الحياة، لإدراكهم أن استمرار الحياة يعني الكثير من استمرار الإساءة.
• اضطرابات في النوم والطعام.

ولذلك نصح مخيمر، الأبناء بضرورة المعاملة الحسنة والأخلاقية لآبائهم، وأن يتحملوهم كلما زاد بهم العمر، لأنهم الأكثر تحملا لهم منذ الصغر، وأن يحرصوا على كل كلمة توجه لهم، وأن يكون لديهم الصبر والرحمة والإنسانية تجاههم.