قال الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لعدد من المشروعات القومية في مجال النقل البحري وأهمها محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، وذلك في إطار منظومة متكاملة لتطوير الموانئ المصرية لان 90% من التجارة ما بين مصر ودول العالم تتم عن طريق النقل البحري.

وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن قطاع الموانئ والنقل البحري أهمل على مدار العقود الماضية وبالتالي أصبح هناك حاجة ماسة إلى تطويره، أنه ذراع قوي من أذرع التجارة الخارجية لمصر، وكان هناك حاجة لإنشاء وتطوير الأرصفة والموانئ ومحطات متعددة الأغراض، مشيرا إلى أن تطوير ميناء الإسكندرية شهد زيادة الطاقة الاستيعابية له بنسبة 116%.

وأكد مهدي أن حجم ما سيتم تداوله من منقولات عبر التجارة البحرية يصل سيصل إلى 400 مليون طن، وهذا بالتأكيد سيكون له مردود كبير ويحسن ويزيد من الطاقة والقدرة التنافسية والاستيعابية للموانئ المصرية، ويجعل النقل البحري صناعة وقطاع مؤثر بشكل أكبر، فمصر لا تستخدم وحدها لأن هناك أيضا التوكيلات الملاحية الدولية أيضا.

وأشار إلى أن هذا سيخلق قدرة تنافسية جيدة ويجعل الميناء يجتذب خطوطا ملاحية جديدة، ويقدم خدمات أفضل وبالتالي وضعه على مكانة متقدمة على خريطة الملاحة البحرية في العالم، مشددا على أنه بدون تطوير البنية الأساسية والمرافق سيكون النقل البحري في وضع صعب، والدولة نجحت في الفترة الماضية في تطوير وزيادة أطوال الأرصفة البحرية بنسب كبيرة.

وأضاف إنه فيما يخص موانئ الإسكندرية تمت زياده 18 كيلومتر من الأرصفة البحرية الجديدة بغاطس 18 متر، وهذا سيكون له قدرة كبيرة على زيادة قدرة هذه الأرصفة على استقبال الناقلات العملاقة أو السفن الكبيرة الأكبر حجما، وبالتالي القدرة على استقبال سفن بغاطس أكبر وزيادة حجم التبادل التجاري، مشيرا إلى إنشاء مناطق لوجيستية بظهير الموانئ المصرية وإنشاء مناطق لوجستية وموانئ جافة بالقرب من المناطق الصناعية مثل العاشر من رمضان وقريبا المنطقة اللوجيستية بسفاجا.

وأكد أستاذ هندسة الطرق والنقل على أن كل هذه المشروعات لها مردود إيجابي على أن يعود لمصر دورها الجيد في مجال النقل بحري وخصوصا أنها تتمتع بشواطئ يصل طولها إلى ما يزيد عن 3 آلاف كيلومتر، سواء على البحر المتوسط أو البحر الأحمر،  فهي منظومة متكاملة، موضحا أن الرئيس السيسي أكد أن الموضوع ليس قاصرا على افتتاحات اليوم لمحطة تحيا مصر متعددة الأغراض.

ولفت إلى أن هناك مشروعات أخرى مثل مشروع تطوير مواني السخنة وزيادة الارصفة وكذلك تطوير ميناء أبو قير عندنا وتطوير موانئ بورسعيد ودمياط وميناء جربوب، في غرب مطروح بمسحاة 60 كيلو متر في منطقة النجيلة على البحر المتوسط، مؤكدا أن كل هذه المشروعات تزيد من القدرة التنافسية لمصر في هذا المجال ويجري تنفيذها بالتعاون مع القطاع الخاص ليقوم بتقديم الخدمة.

وأشار إلى أن هناك عدد من الشركات العالمية في هذا المجال ستقوم بإنشاء البنية الفوقية، فالدولة هي التي تنفذ البنية التحتية الأساسية، أما المستثمر هو من سيتولى تنفيذ البنية الفوقية والتي تشمل المعدات والأوناش والللوجيستيات لتشغيل الميناء، من خلال شركات وتوكيلات عالمية للإدارة، وتستفيد الدولة وهو ما سيكون له مردود إيجابي على الاقتصاد المصري.

وشدد على أن هذا سيساعد في تشغيل الأيدي العاملة في هذا القطاع وكل قطاعات النقل، الذي توليه الدولة اهتماما كبيرا، فما تم افتتاحه اليوم هو جزء من كل وهناك متابعة من الرئيس لكل ما يتم.