الأحد 9 يونيو 2024

محلل سياسي: نرفض التدخلات الأجنبية في السياسة الليبية

صورة ارشيفية

عرب وعالم15-6-2023 | 20:38

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب إنه في خضم ما تعيشه ليبيا في الآونة الأخيرة من تحرك نحو الانتخابات وتوافق بين أعضاء لجنة 6+6 المشتركة بين مجلسي النواب والدولة لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تمارس دورها مع أدواتها في ليبيا لفرض أجندتها على الساحة السياسية في البلاد.
وأكد أن واشنطن أجرت اتصالات مع بعض الشخصيات الليبية من مختلف المناطق، وعرضت عليهم الانضمام للجنة السياسية الجديدة التي تحل محل "لجنة الـ 75" (ملتقى الحوار السياسي) خلال اجتماعات "لجنة 6+6"، في بوزنيقة في المغرب، موضحا أنها بذلك استبقت نتائج اجتماعات 6+6، بالإعداد لتشكيل اللجنة الجديدة لتكون المسؤولة عن إعداد خارطة الطريق والقوانين الانتخابية، ما يعني إسهامها في عرقلة التوافق بين الجانبين على خارطة طريق" ليبية – ليبية".
وحذر الخطاب، من انفراد واشنطن بتشكيل اللجنة والسيطرة عليها، ما يعني تحكمها في خارطة الطريق التي يمكن أن تتمخض عنها بما يتوافق مع مصالحها في الداخل الليبي، ومن المرجح أن تعرقل واشنطن الإنتخابات عبر هذه اللجنة، أو أن توصل برئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية إلى رئاسة البلاد عبر إنتخابات غير موثوقة ومعروفة النتائج مسبقاً.
وأشار إلى أن ما يؤكد هذا الترجيح، هو علاقة رئيس الحكومة منتهية الشرعية الجيدة بالأمريكيين، حيث أنه يواظب على اللقاءات بمسؤولين أمريكيين ويعمل على تحقيق مصالحهم في البلاد عبر شركاتهم النفطية التي وقعت حكومته عقوداً ضخمة وطويلة الأمد معها، كما أنه خلال زيارته الأخيرة الى العاصمة الإيطالية روما التقى بالنائب الأول لمدير الاستخبارات الأمريكية، ستاسي ديكسون، وبحضور مديرة المخابرات الايطالية، إليزابيتا بيلوني، بحسب تقارير صحفية إيطالية.
وتابع أن هذا اللقاء أتى لتعزيز علاقة المنفعة المتبادلة بين الطرفين ولتأكيد ما تقوم به إيطاليا في ليبيا عبر شركاتها ومنظماتها، وعلى رأسها منظمة آرا باتشي الهادفة الى توطين المهاجرين غير الشرعيين في الجنوب الليبي بالتعاون مع الحكومة منتهية الشرعية، وأيضا عزمها الاستثمار في حقول الغاز الليبية عبر شركة إيني الإيطالية لتصبح محتكراً للغاز الليبي وتبيعه في السوق الأوروبية التي تعاني نقصاً في إمدادات الطاقة.
وأكد أن استراتيجية واشنطن بالإشتراك مع إيطاليا مبنية على إدامة حالة الفوضى والصراع في ليبيا عبر دعم الدبيبة وحكومته الفاسدة من أجل مواصلة سحب موارد البلاد من نفط وغاز دون رقيب أو حسيب، وما يجول الآن في ليبيا من توافق وإجتماعات، ومضي نحو الإنتخابات ما هو إلا إستعراض علني أمام الليبيين، والحقيقة أن الخطة مرسومة مسبقاً لإبقاء ليبيا في القاع، وعدم السماح لها بالنهوض حتى آخر قطرة من النفط.