الجمعة 7 يونيو 2024

د. جميلة نصر: أنا شخصية قوية وأرفض الفشل

25-9-2017 | 15:06

حوار: أمانى ربيع

مشوار طويل قطعته د. جميلة نصر، طبيبة القلب، وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة منذ التحاقها بكلية الطب وتخصصها فى مجال القلب والأوعية الدموية، تدرجت فى العديد من المناصب والدرجات العلمية حتى استطاعت أن تكون أول طبيبة بالمكتب التنفيذى لجمعية طب القلب بالانتخاب بعد حصولها على أكبر عدد أصوات، ثم نائب رئيس الجمعية ، إلى أن تم اختيارها مؤخرا كممثل عن قارة أفريقيا ومصر في الجمعية العالمية للطب الوقائى، ورغم نشأتها فى مدينة جلاسكو البريطانية إلا أنها لم تنسلخ عن وطنها مصر فقررت أن يكون لها دور اجتماعى إلى جانب إنجازاتها العلمية فانضمت إلى لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة لمساعدة السيدات صحيا والمساهمة فى تحسن الأوضاع الصحية لهن، «حواء » حاولت التعرف على أسرار هذه الرحلة الناجحة فكان لنا معها هذا الحوار..

فى البداية لماذا اخترت التخصص فى مجال القلب والأوعية الدموية رغم صعوبته وسيطرة الرجال عليه ؟

أحببت هذا التخصص بشدة، وكانت دراسته بالنسبة لى تحديا خاصة وأنى أعشق المنافسة وخوض التجارب الجديدة مهما كانت صعبة، ولا يهمنى كم أبذل من مجهود للوصول إلى غايتى لذا فقد استمتعت جدا بدراستى لطب القلب رغم صعوبته ووجود تمثيل كبير للرجال فى هذا المجال.

وما رأيك فى اعتقاد البعض أن النساء يصعب عليهن التميز فى التخصصات الصعبة؟

اعتقاد خاطئ، فالنساء بطبيعتهن محاربات وعاشقات للتميز، وأعتقد أن الكثيرات استطعن إثبات مهاراتهن فى جميع المهن، وبالنسبة للطب هناك الكثير من الأسماء النسائية المميزة فى التخصصات الصعبة، كما أن الطبيبات يمثلن ربع أساتذة القلب، وأعتقد أن النساء قدمن بصمة فى هذا المجال.

هل واجهتك صعوبات فى بداية حياتك المهنية؟

بالطبع واجهتنى صعوبات جمة من جهات وأشخاص كثيرة ولا أريد ذكر أسماء بعينها، لكن هناك بعض الزماء لم يتقبلوا وجود امرأة فى مجال دقيق كطب القلب، لذا كان على أن أتحلى بالصبر، وأبذل المزيد من الجهد لأغير هذه الفكرة، وبالفعل أثبت للجميع عكس ما كانوا يعتقدون بعملى وتميزي، فأنا بطبيعتى شخصية قوية أرفض الفشل.

حصلت على درجات علمية رفيعة وزمالات من عدة جامعات، ولك العديد من الأبحاث والأوراق العلمية المميزة فهل تؤمنن بأن التعلم عملية مستمرة؟

بالطبع أنا أحب المعرفة نظرا لنشأتى فى أسرة تربوية جميع أفرادها من حملة الدكتوراه ومحبن للعلم، وقد ورثت عنهم ذلك، فالتعلم بالنسبة لنا فضيلة وقيمة كبيرة جدا، والإنسان يظل يتعلم حتى وفاته.

وهل كان لنشأتك بجلاسكو بإسكتلندا تأثير على شخصيتك؟

تواجدى فى دولة أوروبية جعلنى أكثر جدية وتنظيما للوقت، فهم صارمون خاصة فيما يتعلق بالعلم ويحبون العمل لفترات طويلة وبلا تذمر، وقد أفادنى ذلك كثيرا على المستوى الشخصى والعلمي، كذلك حرصهم على العمل المجتمعى والتطوعي، إلى جانب اللغة التى أصقلت قدرتى على التحصيل العلمى وأفادتنى فيما يتعلق بالاطاع على المراجع العلمية، وهو ما حرصت على تطبيقه عندما عملت أستاذا بجامعة قناة السويس، حيث أسست أول مؤسسة تعليمية فى مصر تحصل على درجة الاعتماد والجودة ما أعتبره نقطة فارقة فى النظام التعليمى بمصر.

حصلت على تكريمات كثيرة خلال مسيرتك العملية فما أقربها إلى قلبك؟

إجماع زملائى من أطباء القلب على اختيارى كنائب لرئيس جمعية طب القلب، هو تقدير كبير من زماء فى نفس المهنة ويعنى لى الكثير، وعندما ترشحت فى انتخابات جمعية القلب المصرية فى فبراير عام 2016 تمنيت أن أكون ضمن الخمسة عشر عضوا فى القائمة الرئيسية لكننى فوجئت بحصولى على أعلى أصوات فى تاريخ الجمعية، وهو ما أسعدنى كثيرا وجعلنى أشعر بأن كل ما بذلته من مجهود طوال مشوارى لم يذهب هباء.

انضممت إلى لجنة الصحة فى المجلس القومى للمرأة، وهو أول نشاط مجتمعى تخوضينه، ماذا عن هذه التجربة؟

لا شك أن المجلس القومى للمرأة من المنظمات المميزة التى لها إنجازات عديدة، وقد شرفت بالانضمام إلى لجنة الصحة به، ومن خلالها زرت العديد من المحافظات لتوعية النساء حول الأمراص المختلفة وطرق الوقاية منها من منطلق أن المرأة أساس المنزل والتى يمكن أن تحمى أسرتها وأطفالها من الإصابة بالأمراض، وقد تفاجأت بنباهة المرأة المصرية واستجابتها الطيبة لحملاتنا التوعوية.

وما أبرز الأنشطة التى قامت بها لجنة الصحة وفقا لاستراتيجية 2030 ؟

أطلقنا جولات توعوية فى أكثر من 10 محافظات، كما ركزنا على قطاع التمريض لأهميته الكبرى فى مجال الصحة، إلى جانب أننا نحاول رفع كفاءة الممرضات من خ ال عقد أول مؤتمر للتمريض فى مصر بالتعاون مع جمعية القلب المصرية، بالإضافة إلى اختيار يوم لصحة المرأة المصرية ضد بعض الأمراض وخاصة فيروس «سي .»

أطلقت بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة مبادرة «الطب الوقائى وإعادة تأهيل مريض القلب » فما مفهوم الطب الوقائى ودوره فى تعزيز الأوضاع الصحية للمرأة؟

تم اختيارى كممثل عن قارة أفريقيا ومصر فى الجمعية العالمية للطب الوقائي، ومن هذا المنطلق أطلقنا المبادرة، لأن الوقاية تعتبر أحد المبادئ الصحية ذات الأولوية الكبرى لدى منظمة الصحة العالمية، والطب الوقائى هو طب استباقى يحد من الإصابة بالأمراض التى تستنزف الصحة وتؤثر على نشاط الفرد فى المجتمع، ويعد أحد ركائز التنمية فيما يتعلق بتمكن المرأة وفقا لاستراتيجية 2030 .

مثلت مصر فى مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، كيف كانت المشاركة المصرية فى المؤتمر؟

يعد هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات فى مجال طب القلب على مستوى العالم حيث شارك فيه أكثر من 31 ألف طبيب، وأكثر من 500 خبير والمئات من الأوراق البحثية المهمة فى مجال طب القلب، والحمد لله حصل فريق الطب المصرى على كأس الجمعية الأوروبية لتميز جهوده العلمية المقدمة خ ال المؤتمر، وهو كأس يمنحه المؤتمر كل عام للفريق الطبى المميز.

كيف توفقين بين حياتك المهنية والحياة الأسرية؟

كما أشرت لك تعلمت من نشأتى فى بريطانيا ميزة تنظيم الوقت، ولدى أجندة سنوية وأخرى أسبوعية أدون فيها جميع المهام التى يجب أن أقوم بها، وأحرص على الانتهاء من كل مهمة فى الوقت المحدد، ولا يعنى هذا أننى آلة بل هو أمر بحكم التعود يتحول إلى عادة حميدة تجعلنى فى حالة استرخاء مهما كانت الضغوط لأنى أكون على علم دائما بخطوتى القادمة، وأنا محبة للعمل وأحرص كثيرا على أن تكون أسرتى فى مقدمة أولوياتى مهما كان يومى مشغولا.

وهل كان لزوجك دور فيما حققتيه من نجاح؟

بالطبع فهو شريك نجاحي، بل أهم أسباب تميزى لأنه مؤمن بى وبقدراتي، ويقدر دور المرأة وقيمته فى المجتمع، وهو شخص متعاون فيما يتعلق بتربية الأولاد وتعليمهم الفضائل، وكان لدعمه النفسى أكبر الأثر فى قدرتى على تجاوز الكثير من الصعوبات.