ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم /السبت/ أن ارتفاع أسعار إيجارات السكن داخل الولايات المتحدة ونقص المساعدات التي توفرها الحكومة للمحتاجين فاقما من عمليات الطرد والإخلاء الجبري للعديد من المواطنين من داخل مساكنهم.
واستشهدت الوكالة في ذلك بسرد قصة لمواطن أمريكي يدعى دانا ويليامز /70 عامًا/ ويعاني من مشاكل خطيرة في القلب وارتفاع ضغط الدم والربو، طالب المحكمة في ولاية جورجيا بتأجيل الإخلاء من شقته المكونة من غرفتي نوم في مدينة أتلانتا، ولكن القاضي أكد، رغم تعاطفه مع قضيته، أن قانون الولاية يلزمه بطرد ويليامز وابنته ديماي ويليامز البالغة من العمر 25 عامًا لأنهما يدينان بمبلغ 8348 دولارًا من الإيجار غير المدفوع ورسوم شقتهما البالغة 940 دولارًا في الشهر.
وقالت الوكالة - في سياق تقرير أعدته حول هذا الشأن - إن عائلة ويليامز هي من بين ملايين المستأجرين من ولاية نيويورك إلى لاس فيجاس الذين تم إجلاؤهم أو يواجهون الإخلاء الوشيك.
وأفادت الوكالة أن طلبات الإخلاء من قبل أصحاب العقارات عادت بشكل كبير بعد فترة هدوء طويلة بسبب وباء كورونا، مدفوعة بارتفاع الإيجارات والنقص المستمر في المساكن ميسورة التكلفة. ولم يعد بإمكان معظم المستأجرين ذوي الدخل المنخفض الاعتماد على الموارد المتاحة التي أبقتهم في مأوى، ويجد الكثيرون صعوبة في التعافي لأنهم لم يجدوا عملاً ثابتًا أو أن أجورهم لم تواكب ارتفاع تكلفة الإيجار والطعام وغيرها من الضروريات. ونتيجة لذلك، فإن التشرد آخذ في الازدياد داخل أمريكا.
وقال دانييل جروبس دونوفان، أخصائي الأبحاث في مختبر الإخلاء بجامعة برينستون (في تصريح خاص لـ"أسوشيتيد برس"):" لقد انتهت الحماية، ومن الواضح أن الوقف الفيدرالي قد انتهى وجفت أموال المساعدة في مجال الإيجار في حالات الطوارئ في معظم الأماكن".
وأضاف:" في جميع أنحاء البلاد، يعيش المستأجرون من ذوي الدخل المنخفض في وضع أسوأ مما كان عليه قبل الوباء بسبب أشياء مثل الزيادات الهائلة في الإيجارات أثناء الوباء والتضخم والصعوبات المالية الأخرى المرتبطة بفترة الوباء".
وتزيد عمليات الإخلاء بأكثر من 50٪ من متوسط ما قبل الجائحة في بعض المدن، وفقًا لمختبر Eviction Lab الذي يتتبع مثل هذه القرارات فيما يقرب من ثلاثين مدينة و10 ولايات. فيما يقدم أصحاب العقارات حوالي 3.6 مليون حالة إخلاء كل عام.
وكانت هيوستن من بين الأكثر تضررا، حيث ارتفعت المعدلات بنسبة 56٪ في أبريل وأعلى بنسبة 50٪ في مايو. أما في مينيابوليس/ سانت بول، فقد ارتفعت المعدلات بنسبة 106٪ في مارس و 55٪ في أبريل و 63٪ في مايو. وكانت مدينة ناشفيل أعلى بنسبة 35٪ وفينيكس بنسبة 33٪ في مايو. كما ارتفع معدل الزيادة في رود آيلاند بنسبة 32٪ في مايو.
في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الإيجارات على مستوى البلاد بنحو 5٪ عن العام الماضي و 30.5٪ فوق 2019، وفقًا لشركة العقارات زيللو التي أكدت أن هناك عدد قليل من الأماكن التي يمكن للمستأجرين النازحين الذهاب إليها، حيث يقدر الائتلاف الوطني للإسكان منخفض الدخل وجود 7.3 مليون وحدة سكنية بأسعار معقولة على مستوى البلاد.