الأربعاء 15 مايو 2024

رؤساء شركات أمريكية يزورون الصين رغم الحرب التجارية

الصين

عرب وعالم17-6-2023 | 11:19

دار الهلال

يزور بعض من أكبر رؤساء المجموعات الأمريكية بكين متجاهلين كما يبدو الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة.

وكانت هذه الزيارات كثيرة قبل الجائحة وعادت اعتبارا من ديسمبر بعد رفع القيود الصحية المرتبطة بكوفيد-19 التي عزلت الصين عن بقية العالم مدى ثلاث سنوات.

وتشكل هذه الزيارات فرصة لرؤساء الشركات هذه للتعبير في بكين عن تفاؤلهم حيال السوق الصينية الواسعة والروابط التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقال إيلون ماسك صاحب شركة تيسلا نهاية مايو كما أفادت الخارجية الصينية :"إن مصالح الولايات المتحدة والصين مترابطة بشكل وثيق على غرار توأمين لا يمكن الفصل بينهما."

وفي مارس الماضي أكد تيم كوك في العاصمة الصينية أن شركة آبل تنعم بعلاقة "متجانسة" مع الصين التي تستضيف أكبر مصنع لانتاج هواتف "آي فون" في العالم.

والجمعة، وفي خطوة استثنائية، استقبل الرئيس الصيني شي جينبيج بيل جيتس رئيس مايكروسوفت سابقا في أول زيارة له إلى الصين منذ 2019.

وذكرت وكالة شينخوا (الصين الجديدة) الرسمية للأنباء أن شي وصف جيتس بأنه "صديق قديم" واستقبله بصفته أحد رئيسي مؤسسة بيل ومليندا جيتس.

وأتت هذه الزيارة فيما التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تتفاقم، الأمر الذي لم يمنع من وصول المبادلات الثنائية إلى مستوى قياسي العام الماضي بلغ 691 مليار دولار حسبما أوردت وزارة التجارة الأمريكية.

وقد أعربت الشركات الأمريكية عن قلقها من تباطؤ الصادرات إلى الصين التي تبقى شريك الولايات المتحدة التجاري الثالث. وكان لهذا التراجع أثر كبير على القطاع التكنولوجي.

فباسم الأمن القومي، تحظر الولايات المتحدة منذ عام 2022 تصدير أكثر أشباه الموصلات تطورا إلى الصين فضلا عن مكونات ضرورية لانتاجها.

وأمام هذه القيود، سرعت الصين جهودها لتحقيق الاستقلالية على صعيد أشباه الموصلات.

وشدد معهد بترسون للاقتصاد الدولي على أن "الصادرات الأمريكية إلى الصين تشكل قناة إضافية تساهم في تدهور العلاقات الثنائية".

وتبقى نقاط الخلاف كثيرة بين بكين وواشنطن قبل زيارة مرتقبة جدا يجريها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لبكين خلال عطلة نهاية الأسبوع، منها تايوان وحقوق الإنسان.

وتدعو الشركات منذ فترة طويلة إلى توطيد العلاقات الصينية-الأمريكية مشددة على أن ذلك يشجع أحيانا على إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية.

لكن مع انغلاق الصين سياسيا بشكل متزايد منذ وصول شي إلى السلطة قبل عقد من الزمن، فقدت هذه الحجة من ثقلها ما أدى إلى تهميش مجموعات كانت نافذة جدا في السابق.

وقال جو مازور المحلل في شركة "تريفيوم" ومقرها في الصين "باتت هذه الشركات أقلية بشكل متزايد. أوساط الأعمال هي من آخر أطواق النجاة التي تساهم في استقرار العلاقات الصينية-الأمريكية".

ستتابع أوساط الأعمال في الصين باهتمام كبير زيارة بلينكن.

وقال جيمس زيمرمان الرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية في الصين "أجرت الشركات الأمريكية استثمارات كبيرة جدا في الصين ولديها آلاف الموظفين وتعتبر أن الصين سوق واعدة".

لكنه أضاف أن الحكومتين الأمريكية والصينية "قضتا على أي تعاون" ممكن.

ويشعر مجلس الأعمال الأمريكي الصيني المكلف تعزيز التجارة الثنائية والذي يعارض العقوبات التجارية بأنه مهمش أمام الكونجرس الأمريكي الذي يعتمد موقفا هجوميا متناميا حيال بكين.

وقيدت السلطات الصينية في الفترة الأخيرة إمكانية إخراج بيانات من البلاد وأجرت مداهمات لمكاتب شركات استشارات ولا سيما أمريكية ما أثار القلق.

واعتبرت كلير شو المحللة في مؤسسة المعلومات الاستخباراتية البريطانية "جينز" أن "المواقف تتغير" والكثير من الشركات تقول "مع أننا لم نقرر مغادرة الصين إلا أن علينا البدء بالتفكير في ذلك".

على غرار آبل تعيد الكثير من الشركات العالمية العملاقة النظر في اعتمادها على الصين.

وقال زيمرمان "قبل عشرة أعوام كان يقال إنه ينبغي التواجد في الصين بالتأكيد، أما اليوم فمن الصائب التفكير في استراتيجية للانتقال إلى مكان آخر".