الجمعة 10 مايو 2024

ذكرى رحيل الشاعر الصامت .. محطات في رحلة العدواني

أحمد مشاري العدواني

ثقافة17-6-2023 | 12:40

عبد الرحمن عبيد

تبقى القصيدة هي ذلك النور الذي يمتد شعاعه إلى أبعد الحدود الزمانية والمكانية، ويبقى الشاعر هو القائد والمعلم والمُربي لكل الأجيال السابقة واللاحقة، والنموذج الأمثل لبناء المجتمع، ومِن هذه النماذج التي نحتفي بها اليوم: شاعرٌ وتنويري كبير كان له الفضل في إثراء الثقافة الوطنية في بلاده، والثقافة عامةُ في جميع الأقطار العربية.

 

 

وتحلُ علينا اليوم الذكرى 33 لرحيل الشاعر الكويتي الكبير أحمد مشاري العُدواني، والذي يُعد واحدًا مِن أهم شعراء العرب الذين خُلِدت قصائدهم في تاريخ الشعر العربي.

 

 

 ولد أحمد مشاري العدواني عام 1923 م بحيّ "القبلة"، بالكويت العاصمة، وبدأت رحلته مع التعليم بحفظ القرآن الكريم، ثم أتم تعليمه الابتدائي والثانوي بالمدرستين: الأحمدية والمباركية، سافر إلى القاهرة في أول بعثة بالأزهر الشريف سنة 1939م، هو ومجموعة من رفاقه، وتخرج فيها عام 1949م.

 

في أثناء دراسته في القاهرة، عمل في مجلة "البعثة" ونشر فيها مقالاته وبعض من قصائده والتي كانت تدور في فلك السخرية والازدراء من الشأن العربي آنذاك، وكانت تعد هذه المجلة واحدة من أهم المطبوعات التي تصدر في دولة الكويت، كما شارك في إنشاء مطبوعات أخرى، مثل: مجلة "الثقافة العالمية"، وسلسلة "المسرح العالمي".

 

وعمل فور تخرجه مُدرسـًا في المدرسة "القبلية الابتدائية"، وفي عام 1954 درَّس في ثانوية "الشويخ"، ثمّ بدأ بعد ذلك بالعمل بصفته وكيلًا في وزارة التربية والتعليم في عام 1963م، ثمَّ عمل مساعدًا في وزارة الإعلام في عهد الشيخ جابر العلي السالم الصباح، وفي عام1973م تولى منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبقي في منصبه حتى مايو من عام 1987م.

 

 

وترك الشاعر  إسهامات في إصدار سلسلة "عالم المعرفة" بالتعاون مع د. فؤاد زكريا، وفي إنشاء "المسرح الوطني الكويتي"، وتأسيس المعهد العالي للفنون الموسيقية في دولة الكويت

 

وبالرغم من كون العدواني هو الذي نظم كلمات النشيد الوطني للكويت، والذي مطلعه:وطني الكُويتَ سلمتَ للمجدِ .. وعلى جبينكَ طالـعُ السعدِ؛ فإن منتجه الشعري مع ذلك كان قليل، حيث؛ نشر ديوانـًا واحدًا فقط في حياته وقد حمل اسم "أجنحة العاصفة" نُشِرَ عام 1980م، بالإضافة إلى ديوانين اثنين نُشِرا له بعد وفاته عام 1996م، وهما: " أوشال، وصور وسوانح"، وقد انقطع فترة عشر سنوات عن نشر قصائده من عام 1953م إلى عام 1962م.

 

 

 

 

وغنى له كثير من نجوم ومطرب العرب قصائد للعدواني، منهم: أم كلثوم، حيث تغغنت "أرض الجدود" و"يا دارنا يا دار".، • عبدالحليم حافظ والذي غنى "يا فرحة السمار"،  نجاة الصغيرة والتي غنت "يا ساحل الفنطاس".

 

تُوفي أحمد مشاري العُدواني يوم 17 من شهر يونيو عام 1990 عن عمر ناهز 67 عامـًا، مُخلفـًا وراءه إرثـًا شعريـًّا وثقافيـًا كبيرًا، مازالت آثاره فاعلةً في حياة الشعب العربي كله.

Dr.Radwa
Egypt Air