السبت 23 نوفمبر 2024

لو لم يكن أخى الوحيد! (1)

  • 25-9-2017 | 15:28

طباعة

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى سوف أدخل فى الموضوع مباشرة لكثرة التفاصيل ولأننى أنا شخصياً حزينة ومتألمة من هذه الحكاية التى روتها لى السيدة أحام وهى تبكى من سويداء القلب والحكاية فعا مؤلمة وإليك تفاصيلها : قالت قارئتى أحام 46« سنة » .. إنها حكاية عمرى يا سيدتى فقد نشأت فى أسرة طيبة محترمة، أب يعمل محامياً كبيراً له هيبته واحترامه فى السلك القضائى، وأم ربة بيت محترمة من أسرة عريقة فى حى منيل الروضة، وفى نفس الحى نشأنا ونسكن به حتى الآن فكما يقولون أهل الروضة لا يستطيعون أن يعيشوا خارجها.. المهم أن أبى كان يحب أمى حباً جماً وكان يدللها لأنها كانت جميلة ومطيعة وهادئة ومبتسمة دائماً ولا تحب المشاكل مطلقاً، باختصار أنجبنى أبى وأمى بعد زواجهما بعامين وفرحا بى كثيرا ودللنى أبى كثيرا ثم - وكما علمت - حاولت أمى أن تنجب مرة أخرى وزارت الأطباء فى الداخل والخارج وكانوا يقولون لها إنه لا شىء يمنعها أو يمنع أبى من الإنجاب، لكنها إرادة الله حتى مرت عشر سنوات ثم حملت أمى فى أخى الوحيد الذى هو موضوع حكاية اليوم!، وكانت طبعاً فرحة شديدة فى الأسرة وفى كل محيط من يعرفوننا، وكان أخى الصغير «أيمن » الذى أكبره بأكثر من اثنى عشر عاما جميل الشكل، وكنت أحرص على أن أرعاه بنفسى وأدلله كثيرا!

***

واستطردت قارئتى أحام وانتهيت من دراستى الجامعية فى كلية الحقوق كما أراد أبى والتحقت بالعمل معه فى مكتبه، وكان يعاملنى فى المكتب وخال العمل كأى محام مبتدئ فى مكتبه ولا يتردد فى عقابى إذا تأخرت أو أهملت فى أية قضية، وإحقاقاً للحق تعلمت منه الكثير فى مهنة المحاماة وفى الحياة على وجه العموم! ثم تقدم لى محمد وهو ابن أحد أصدقاء أبى وكان يعمل محامياً فى مكتب والده أيضاً وبصراحة تامة ارتحت إليه وارتاحت إليه أسرتى أيضا، وتم الزفاف وتزوجنا وهنأنا بحياتنا خمس سنوات كاملة لم يكن يعكر صفوها إلا عدم الإنجاب! وقال بعض الأطباء أنها قد تكون وراثة من أمى إلا أنه لا شىء يمنع الإنجاب من جانبى أو من جانب زوجى محمد، وقال أغلبهم «سبوها على الله وربنا من فضله ومن كرمه سوف يجبر بخاطرى فى الوقت الذى يريده بإذنه تعالى .»

***

واستطردت أحام.. وفعا فى العام الخامس حملت بابنتى الوحيدة وتكرر سيناريو أبى وأمى لكننى بصراحة تامة لم أبحث عن الإنجاب بعد ابنتى كثيراً، كما فعلت أمى حتى أنجبت أخى الوحيد!

***

واستطردت أحام .. وكانت المفاجأة المفزعة فى حياتنا وهى مرض أبى المفاجئ بسرطان المثانة، وبدأت مأساة علاجه فى فرنسا وفى مصر دون طائل، فقد كان قد وصل إلى سن المعاش ووهنت صحته، وكما قلت لك كان أبى كل شىء فى حياة أمى ولا تعرف أمى شيئا فى الدنيا بدونه، ومر عام واحد ولقى والدى وجه رب كريم وانهارت أمى بالطبع ! لا تأكل ولا تشرب وتتلفت حولها وكأنه سوف يدخل من الباب ولا تصدق أنه تركها إلى الأبد، ولم تمكث بعده سوى ستة شهور فقط ولحقت به رغم أنها كانت تصغره بعشر سنوات كاملة!، وبقيت المشكلة وهى أخى الصغير أيمن المسك ن الذى ليس ي له أحد فى هذه الدنيا سوى أنا أخته الكبيرة المسئولة عنه وللأسف لم يترك أبى شيئاً كثيرا من العقار أو المال، تنازلت لأخى الصغير عن ميراثى حتى لا يحتاج لأحد وكان يومها ما زال طالبا فى السنة الثانية الثانوية، وأصبحت المشكلة أين يعيش في بيت أبى وأمى أم نأخذه إلى بيتنا؟

وكانت المفاجأة، فى الأسبوع المقبل أكمل لك الحكاية!

    الاكثر قراءة