الخميس 26 سبتمبر 2024

مسرحيات أبو العلا السلاموني ذات الطابع التاريخي

محمد أبو العلا السلاموني

ثقافة18-6-2023 | 19:26

عبدالرحمن عبيد

رحل عن عالمنا اليوم الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني، عن عمر ناهز 82 عامـًا، مخلفـًا وراءه إرثـًا مسرحيًا وفكريـًا كبيرًا.

وقد تميزت بعض من مسرحياته بالطابع التاريخي، والذي استعمله كوسيلة لمعالجة الحاضر، غير مُعتمدٍ على الحكاية كمتن للعمل، إنما صاغت الفكرة في مذهبه الكثير من العوالم الإبداعية للعمل الفني.

ومن مسرحياته ذات الطابع التاريخي: الثائر ورحلة العذاب مسرحية "الثائر ورحلة العذاب": وهي التي تحدث فيها عن امرئ القيس والمُلقب: بالملك الضليل، وصراعه من أجل أن يحصل على ثأر أبيه، كما في شاهد النص الآتي: "العرافة: اسمع يا ذا الملك الضليل.. يا صاحب ثأر أبيك. السعي لثأرك لن يجديك.. ثأر باطل.. وبلا طائل.. فحذار من ثأر يشقيك. امرؤ القيس: فلتسمعني آلهتك أيتها المرأة.. فلتسمع ما سأقول.. ثأر الملك المقتول.. منذ اللحظة لا لن يمضي دهرا.. وسأحمله في القلب وفي الأحشاء.. سأحمله قدرا.. حتى أقضي أمرا.." رجل في القلعة مسرحية "رجل في القلعة": تدور الفكرة الفلسفية لهذا العمل حول قضية انعزل الحاكم عن رعيته وارتفاعه عنهم؛ مما يؤدي لاختلال في موازين القوى العامة، وعدم انضباط المقدمات - وإن كانت حسنة - وبالتالي فساد النتائج، ربما لم تتعمد المسرحية أن تروي قصة حياة محمد علي، ولكنها صبت جُل اهتمامها على مناقشة عَلاقة الحاكم بالمحكوم، في إطار الثورة الديمقراطية التي قام بها الشعب المصري ضدَّ الوالي العثماني خورشيد باشا وما نتج عن هذه الثورة من تداعيات، يعتبر محمد علي واحد منها. عرش الحب مسرحية عرش الحب: تجربة درامية جديدة في التعامل مع موضوع التراث والتاريخ، خصوصًا فيما يتصل بتاريخ مصر الحديث منذ الحملة الفرنسية على مصر والشرق، وفي هذه التجربة تتجلى دراما الصراع الدموي حول مقدرات الوطن، والتي تتضافر فيها كل عوامل الغدر والخيانة والتآمر الممثلة في أطماع الاستعمار والصهيونية العالمية وفساد واستبداد الحكم آنذاك، وذلك من خلال قصة حب مريبة نشأت داخل القصر الملكي في الخمسينيات من القرن الماضي، بتدبير مرسوم وسيناريو محكم من قبل أجهزة المخابرات الصهيونية والاستعمارية، وانتهت النهاية المأساوية بالنكبة الفلسطينية التي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.