قابلت في إحدى المطاعم زوجة تتحدث عن زوجها بانفعال شديد، وتشكتي منه مر الشكوي .. فهو أناني، بخيل، سطحي، كسول، غير مسئول .. ووجدتنى أنصت إليها بعمق وزعل .. ثم لمع سؤال وألح على عقلي فاقتربت منها وسألتها .. كل هذه العيوب موجودة في زوجك قالت بقوة نعم وأكثر .. وتزوجتيه وقبلتيه زوجاً يشارك حياتك وعمرك قالت بحزن أيوه .. فسألتها طب ما هي ميزات زوجك .. ؟؟ فنظرت الىَّ في تعجب ودهشة ... ثم اكملت كلامي هل يا ترى سألتي نفسك يوماً هذا السؤال ... ما هي مميزات زوجك .... فقد يكون هناك بعض الميزات الجميلة ولكن مع التعود عليها، وبمرور الزمن شعرتي أنها مش موجودة .. تلك الميزات التى جعلتك تقبليه زوجاً وسعدت بالارتباط به .. منصبه، شكله، دينه وهذه الميزات التي دابت مع الأيام والأحداث وأصبح عليها غبار وتراب الزمن .. فأصبحتى ترينها عيوب وليس ميزات ... أين هذه النظرة لهذه الشخصية المحورية في حياتك أين ذهبت تلك المشاعر .. وكيف تحولت ؟؟! هل تتفقين معي أنه لابد من وجود ميزات وعيوب حتى أنتى لابد فيكي ميزات وعيوب ... فالإنسان كلٌ متكامل علينا أن نقبله كله على بعضه ونحن كبشر علينا التعامل بذكاء مع هذه العيوب فنتحمل مالا يمكن تغيره، مادام العيب في الإمكان قبوله، أما ما لا يمكن تقبله نناقشه معاً ونحاول تقريب وجهات النظر بحب، وإذا لم نستطيع فليس لها من داعى لهذه العلاقة وهذا الارتباط.
وقبل أن تحكمى على هذا الشخص أمنحى نفسك الفرصة وخذي نفساً عميقاً من الذكريات السعيدة الماضية التي عشيتها معه ... أخرجي كل قطع الغيار الغير صالحة للاستخدام وأظهرى لعينيكي القطع السليمة وقومي بإزالة الغبار عنها بصدق ورفق وحاولي تلميعها واجعليها واضحة لكي أكثر، وضعيها في أجمل مكانه يمكن أن تكون فيها.
ثم خذي سيارتك بقطعها السليمة وأذهبي بها بعيداً عن المشاكل وأخبري السائق كما تقول الأغنية ( وديني مطرح ما توديني أي مكان وياك يرضيني) وأقبلي العيوب بحب وعيشي الحياة بكل ما فيها...
فحياتنا تستحق منا إعادة نظر وأكثر من محاولة للترميم.
ثم البناء على الميزات التي أحببناها فمن ارتبطنا بهم.