الإثنين 29 ابريل 2024

حدوتة مصرية في السعودية !

مقالات19-6-2023 | 20:46

لم يكن مجرد مشوار؛ بل حكايات توالت عبر نغمات وكلمات، استطاعت أن تحمل الكثير من التفسيرات؛ صعد بها السموات من كل الجنسيات من لم يفهمها!! بالتأكيد كانت خطوات الفنان محمد منير حلما خارج السرب؛ بذلك القلب الطامح  فى الطول واللون والحرية؛  التى للوهلة الأولى لا شئ يجمع بينها! فهو القادر على غناء غير المألوف، ليختار مرة أحمر الشفايف وأخرى الياسمينة وثالثة شجر الليمون، ويغنى بين السماء والأرض، حلما غير قابل للتأويل، يحمل كل التفاسير.


هكذا كان مشوار منير الذى لم يكن سوى قمرا استطاع أن ينير ليل السعودية، ويحمل كل الاستمتاع، ويجعل الجميع يحلقون عبر أوركسترا عالمى وعازفى صولوهات؛ هرولوا من الشرق والغرب ليشاركوه المشوار، واستطاع رغم كل هذا ألا يستفز بكلمة أو إيحاء أويثير أى ضغينة كما فعل غيره فى تلك الليالى التى كانت قبله ترفيهية!


لم يكن الحفل مجرد مشوار لمنير امتد أكثر من نصف قرن؛ بل تاريخا لـ"دايرة" الرحلة التى اتسعت بعمق السنين واستعانت بكل الطيور القادرة على الحلم والتحليق عبر صوته الشجى ذى الحنين، فمع صوته وأدائه الذي يضغط على حرف ويلتقط آخر  سابحا فى مياه بينما يترك الثالث محلقا فى الفضاء؛ صنع كلمته التى اختلفت عن سواه.


مشوار منير اختلط بالعظام منذ البداية مع احمد منيب والتراث النوبي الذى يأتينا بجواهره فى كل ألبوم، والشعراء الذين شاركوا الحلم عبد الرحيم منصور ومجدى نجيب وعبد الرحمن الأبنودي وعصام عبد الله وغيرهم وصولا لأكرم حسنى؛ ليظل متربعًا على عرشه، فقد حلق بجناحي الكلمة والنغمة التى تطورت مع أغنياته والتوزيعات التى توالت مع الموسيقيين العظام منيب ويحيى خليل وفتحى سلامة وغيرهم من نجوم الغرب؛ لتجعل محطات المشوار متكاملة؛ ويرتدى منير  "البدلة" بدون كرافتة، رغم أنهما لا يجتمعان!


استحالات اجتمعت فى حفل منير؛ جمعها  المشوار، وكأنه يخبرنا  أنه كما الأغاني ممكنة؛ كذلك أن يغنى فى السعودية وأن يشاركه هذا الأوركسترا العظيم الذى جعلنا نشعر بكل نغمه؛ وننسى أنه ارتدى البدلة.

Dr.Randa
Dr.Radwa