السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

المستشار الألماني يستقبل رئيس الوزراء الصيني في اختبار للعلاقات الثنائية

  • 20-6-2023 | 12:07

المستشار الألماني

طباعة
  • دار الهلال

يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج لمحادثات دقيقة في وقت تراجع فيه ألمانيا سياستها حيال الصين من دون أن تقطع علاقاتها مع شريكها التجاري الأول.

واختار المسئول الصيني، الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في مارس، ألمانيا كوجهة لزيارته الرسمية الأولى في الخارج، والتي بدأت الاثنين بلقاء مع الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.

ويدير المستشار الألماني أولاف شولتز الثلاثاء محادثات حكومية صينية ألمانية، بمشاركة أبرز الوزراء المسؤولين عن التعاون بين البلدين.

وأكد مدير المعهد الدولي للسياسات العامة ثورستن بينر أنّ "الصين تعتبر أنّ ألمانيا هي الطرف الأهمّ في أوروبا ومع استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة بالتدهور من مصلحة بكين أن تظهر أنها تقيم علاقات بنّاءة مع أكبر لاعب في أوروبا".

وأضاف بينر "يبقى السؤال في معرفة ما إذا كان الألمان سيستمرون في اللعبة مدّعين أنّ ثمة توافقاً واسعاً مع بكين" أم أنهم "سيختارون طريقا جديدا ويتحدثون صراحة، على أن يقتصر الاعلان النهائي على المجالات التي ثمة سبيل فعلي فيها للتعاون".

وتأخذ هذه المحادثات الثنائية، التي كانت شبه روتينية في عهد أنجيلا ميركل حتى نهاية عام 2021، بعدًا جديدًا، إذ يسعى شولتز إلى الابتعاد عن النهج البراجماتي للمستشارة السابقة والذي كان يتركّز بشكل أساسي على التجارة.

على المستوى الاقتصادي، تعتمد برلين على تنويع شركائها "لتقليل المخاطر" المرتبطة باعتمادها المفرط على العملاق الآسيوي في القطاعات الاستراتيجية.

على المستوى الدبلوماسي، ساهمت التهديدات الصينية لتايوان والاتهامات الموجهة لبكين باضطهاد أقلية الأويجور وعدم إدانة الرئيس شي جينبينج للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في تعميق الهوّة بين برلين وبكين.

وخلال لقائه مع الرئيس الألماني الاثنين، أكّد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج أن بلاده مستعدة للعمل مع ألمانيا للمساهمة في "الاستقرار والازدهار العالميين".

الاثنين، أكّد وزير الخارجية الصيني تشين جانج خلال محادثة هاتفية مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على أن التنمية في الصين هي فرصة وليست تحديًا أو تهديدًا لألمانيا، حسبما ذكرت وكالة شينخوا.

في خضم التوترات بين الولايات المتحدة والصين، تعد ألمانيا محاورًا مميزًا لبكين، خصوصًا في وقت تعاني فيه محركات النمو في البلاد لاستعادة الزخم بعد جائحة كوفيد-19.

وقال الخبير الاقتصادي في معهد ميركاتور للدراسات الصينية في برلين جريجور سيباستيان "قد تسعى الصين إلى الحصول على دعم برلين لمحاولة الحفاظ على االتبادل الحر بين الصين والاتحاد الأوروبي".

من جهته، رأى ميكو هوتاري، وهو باحث آخر في المعهد نفسه، أن "بكين تريد أن تُظهر أن الحوار مع أحد شركائها التجاريين الرئيسيين مستمر".

وتواصل كبرى الشركات الصناعية الألمانية، مثل شركتَي "سيمنز" و"باسف" وشركات تصنيع السيارات، الاستثمار بكثافة في السوق الصينية الحيوية جدًا لنشاطها الاقتصادي.

ورأت صحيفة "دير شبيجل" الأسبوعية أنه "من شبه المستحيل ايجاد الطريقة المثلى للتعامل مع الصين"، في ظلّ تراكم التوتر على المستويات الجيوسياسية والاقتصادية والحقوقية. لكنها شددت على "ضرورة الحفاظ على علاقة ثقة مع بكين".

وأضافت "إن إدارة هذا التوازن يشكل تحديًا حقيقيًا، ليس فقط خلال مفاوضات الثلاثاء بل أيضًا في السنوات والعقود المقبلة".

 

الاكثر قراءة