الجمعة 17 مايو 2024

محلل سياسي: التدخل الأجنبي وراء الانقسام السياسي ومحاولة تأجيل انتخابات ليبيا

ليبيا

عرب وعالم20-6-2023 | 21:00

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن هناك تطورات جديدة تشهدها الساحة السياسية الليبية بوجود بوادر انقسام سياسي ومؤسساتي على الأبواب قد يقود إلى تأجيل أي انتخابات برلمانية أو رئاسية متوقع أن يتم إجراءها آواخر العام الجاري، والسبب هو التدخل الخارجي السافر في الشأن الداخلي الليبي. وأضاف أن الغموض حول مخرجات لجنة 6+6 المُشكلة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة لإعداد القوانين الإنتخابية دفعت العديد للبحث عمن يقف وراء تعطيل الاستحقاق الانتخابي في البلاد والذي ينتظره الشعب الليبي لأكثر من عشرة أعوام، وفي كل مرة يقترب فيها الشعب من تحقيق مطالبه تتدخل أطراف خارجية لتأجيلها وتعطيل المسارات السياسية الليبية.

وتابع الخطاب، أن المستفيد الأول من حالة الفوضى السياسية وغياب رئيس موحد للبلاد هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى بشتى الطرق لنهب ثروات الشعب الليبي من غاز ونفط ومتخوفة من وصول رئيس قوي من اختيار الشعب يضع حداً للأزمات المستشرية في مؤسسات الدولة ولاسيما المؤسسة الوطنية الليبية للنفط.

وأشار إلى أنه وفقاً للتقارير عملت واشنطن على عرقلة عمل لجنة 6+6 عن طريق تهديد بعض أعضائها لتمرير قوانين معيوبة تضمن إقصاء واحد من أقوى الشخصيات وأكثرها شعبية في الداخل الليبي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، حيث إن واشنطن كانت أول الرافضين بطريقة غير مباشرة للتوافق الذي تم بين مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري حول إقرار التعديل الدستوري الثالث عشر والذي على أساسه تم تشكيل اللجنة المشتركة 6+6 لسن قوانين الانتخابات.

وأكد أن الرفض الأمريكي جاء عن طريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حيث أنه بعد أيام من إعلان مجلسي النواب والدولة توافقهم على التعديل الدستوري، أعلن المبعوث الأممي عبد الله باثيلي عن مبادرة لإجراء الانتخابات الرئاسية تحت إشراف واشنطن والأمم المتحدة، ولم يكشف عن تفاصيل هذه المبادرة ووجه تركيزه على ضرورة إيجاد آلية واضحة لإدارة عائدات النفط الليبي، وهو ما أكد أن الولايات المتحدة هي من تقف وراء هذه المبادرة.

وقال إنه بعدما تجاهل الشعب الليبي والأطراف السياسية هذه المبادرة، بدأت واشنطن تبحث عن سبل إفشال هذا التقارب ووجدت في بعض من أعضاء اللجنة المشتركة الطريق الأمثل لوضع قوانين لا تتماشى مع مطالب الشعب الليبي وبالتالي يتم رفضها من قبل مجلسي النواب والدولة لتتولى البعثة الأممية مهمة رسم خارطة الحل السياسي في البلاد. عضو مجلس النواب، جاب الله الشيباني قال إن أمريكا مترددة في دعم إجراء الانتخابات لأنها تخشى أن تأتي الانتخابات برئيس ليبي قوي لا يسير على هواها، وأنها ستماطل وتراوغ عن طريق البعثة الأممية حتى تقوم بتفصيل وحياكة بدلة على مقاس رئيس ليبيا القادم.