تحل الذكرى 73 لميلاد أمير شعراء الرفض أمل دنقل، والذي كان لشعره نصيب وافر من القراءة والدراسة إلى يومنا هذا.
ولد محمد أمل فهيم دنقل بقرية القلعة مركز قفط بمحافظة قنا عام 1940 لأسرة من صعيد مصر، سماه أبوه أمل؛ لأنه العام الذي ولد فيه وهو نفس العام الذي حصل فيه أبو على إجازة العَالمِية، فأطلق عليه هذا الاسم تيمنـًا بتلك الذكرى السعيدة.
قضى أمل مرحلة الثانوية بقنا، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، لكنه لم يلبث أن تركها بسبب فقره الشديد آنذاك.
عمل بجمارك السويس والإسكندرية، ثم عمل في منظمة التضامن الآفروآسياوي، وفي أثناء ذلك الوقت كان يسأم من العمل ويقضي وقته في كتابة الشعر.
تزوج أمل دنقل من عبلة الرويني وهي كاتبة وصحفية وناقدة عام 1979، وبقت مع حتى وفاته، وقد كتبت عن سيراته في كتابها المشهور: "الجنوبي" والذي صدر لأول مرة عام 1985.
كان أمل دنقل من الشعراء الذين تفاعلوا مع الواقع وعبروا عنه،فمثلًا: فحينما صدم هو وغيره من أبناء جيليه، بنكسة السابع من يونيو عام 1967، كتب قصيدة "البكاء بين يدي زرقاء الليمامة".
لأمل دنقل ست دواوين وهم: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة 1969، تعليق على ما حدث 1971، مقتل القمر 1974، العهد الآتي 1975، أقوال جديدة عن حرب بسوس 1983، أوراق الغرفة (8) 1983".
ومن منتجه الشعري، ديوانه الأول "مقتل القمر":
استريحي
ليس للدّور بقيَّهْ
انتهت كل فصول المسرحيهْ
فامسحي زيف المساحيقْ
ولا ترتدي تلك المسوح المرْيَميَّهْ
واكشفي البسمة عمَّا تحتها
من حنين.. واشتهاء.. وخطيهْ
كنتِ يومـًا فتنة قدستها
كنت يومـًا
ظمأ القلب... ورِيَّهْ
توفي أمل دنقل يوم 21 من مايو عام 1983 عن عمر ناهز 43 عامـًا، بعد صارعـًا امتدد عدَّة سنوات مع مرض السرطان، وقد رصد الشاعر آلامه وعبَّر عنها في ديوانه الأخير: "أورق الغرفة ٨"، والرقم ثمانية هو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، وقد قضى ساعاته الأخيرة بصحبة صديقيه الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والدكتور جابر عصفور، وهو يستمع إلى أحد الأغاني الصعيدية القديمة