تحل اليوم الذكرى الـ12 على وفاة الشيخ «أبو العينين شعيشع» أحد أعلام قراء القرآن في مصر والوطن العربي، ومن الأكثر صيتًا وشهرة واتقانًا في فن التلاوة، صاحب التلاوات الشجنية ذات الطابع الصافي، والملقب عند أهل التخصص من القراءات بـ«ملك الصبا».
الشيخ شعيشع.. في سطور
- ولد شعيشع في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وحفظ القرآن صبيًا، وذاع صيته قبل أن يكمل 15 عامًا؛ من خلال حفل أُقيم بمدينة المنصورة سنة 1936، وخطف فيه الأضواء، رغم أنه كان أصغر قرائه آنذاك، وبعد ثلاث سنوات على هذا الحفل دخل الإذاعة المصرية، وكان وقتئذ متأثّراً بمحمد رفعت وكان على علاقة وطيدة به.
- استعانت الإذاعة به لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات محمد رفعت؛ باعتباره الأكثر براعة وقربا منه، لكن كان السبب الرئيس وراء ذلك هو استطاعته تقليد صوت الشيخ رفعت بشكل يكاد يقترب من الواقع.
- كان شعيشع أول قارئ مصري يدخل المسجد الأقصى ويقرأ فيه القرآن، حيث كان ذلك في خمسينات القرن الماضي، كما زار سوريا والعراق، وعديد البلدان العربية وغير وذلك.
- ناضل في السبعينيات لإنشاء نقابة القُرّاء مع كبار القراء وقتئذ مثل محمود على البنا وعبد الباسط عبد الصمد، وانتُخبَ نقيباً لها سنة 1988.
- أُصيب بمرض في صوته في مطلع الستينيات، غير أنه غلبه وعاد للتلاوة، وعُيّن قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969.
الباحث في فن التلاوة: الشيخ شعيشع صاحب أطول رحلة تلاوة في تاريخ مصر
قال عبد الرحمن الطويل، الباحث في فن التلاوة، إن الشيخ شعيشع أحد أهم الأسماء الرئيسة والتاريخية في فن التلاوة المصري، وهو من الجيل الثالث من القرآء حسب تاريخ الميلاد، ومن الجيل الأول حسب تاريخ القراءة في الإذاعة، إذ إنه قرأ عام 1939، وهو لم يتخطى الـ17 عاما.
وأضاف في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن شعيشع صاحب أطول رحلة تلاوة بين القراء في تاريخ مصر؛ منذ الملك فاروق حتى كرمه الرئيس مبارك، كما أنه جايل عملاقة التلاوة جميعًا في مصر، واستمرر في التلاوة لأكثر من 60 سنة حتى الألفينات، في «مسجد السيدة زينب»، كما أنه استمر نقيبًا للقراء حتى عام 2011.
أكثر القراء طلبًا للأفلام السينمائية.
وأوضح الطويل أن شعيشع صاحب أندر الأصوات وأكثرها جمالًا؛ وكان الشيخ محمود البنا يصفه بـ«البرلنت» لشدة جمال صوته، فضلا عن كونه أكثر القراء طلبًا في الأفلام السينمائية، سواء لقراءة القرآن أو للاستعانة به في سياقات درامية.
أصعب طرق التلاوة
وأكد على أنه بدأ حياته مقلدًا للشيخ محمد رفعت، ومقلدًا له، لكنه بعد ذلك شق طريقة صعبة للغاية في فن التلاوة؛ إذ إن تلاوته كانت الأبطأ والأصعب بين القرآء، وهي الطريقة التي أفشلت مقلدي شعيع، فكان مقلدوه نوادر.
مراحل تلاوة الشيخ شعيشع
وأشار الطويل إلى أن طريقة تلاوة شعيشع مرت بمراحل ثلاث، الأولى حتى الستينات، كان صوته في قمة جماله وعنفوانه وقوته، ثم في الستينات بدأت المرحلة الثانية بإصابته بمرض في أحباله الصوتية فرض عليه التوقف قليلًا، إلى أن عاد، لكن صوته كان قد أصابه بعض الإجهاد والشيخوخة، مبينًا أن نوعية صوت شعيشع حساسة للغاية، ومجرد ظهور المرض يظهر عليها، لكنه استمر يقرأ ويسافر ولم يتوقف أبدًا، ومع الثمانينات بدأت المرحلة الثالثة، وهي مرحلة شيخوخته الشديدة؛ ما أثر على إمكاناته، فكان يقرأ تلاوات قصيرة، لكنه استمر في القراءة والسفر إلى بلدان العالم.
أين تسجيلات الشيخ شعيشع؟
ونوه إلى أنه رغم امتداد رحلة الشيخ الطويلة، إلا أن ثروة تسجيلاته الباقية لم تكن على حجم الرحلة، إذ إنها لم تتجاوز الـ 60 محفلًا، بمعدل حفلة في كل سنة، وهو أقل معدلات القراء الكبار، وهو ما يطرح أسئلة.. أين باقي تسجيلات الشيخ شعيشع؟ لا أحد يجيب.