تناول مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، التطورات المتلاحقة للحرب الطاحنة التي تدور رحاها في الوقت الراهن بين القوات الروسية والأوكرانية والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي بعد قيام موسكو بشن عملية عسكرية خاصة هناك.
ويشير المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين دانيال بوفي وبيجوتر سوير، إلى تصريحات أحد القادة العسكريين الأوكرانيين التي يقول فيها إن القوات الأوكرانية تواجه قتالا شرسا من جانب القوات الروسية، موضحا في نفس الوقت أن بلاده لم تستخدم بعد كامل قوتها في الهجوم المضاد والذي بدأته منذ ما يقرب من أسبوعين على القوات الروسية في محاولة لاسترداد الأراضي التي بسطت موسكو سيطرتها عليها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة منذ ما يربو على 16 شهرا.
ويوضح المقدم أوليكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية في حوار مع صحيفة "الجارديان" من إحدى القواعد العسكرية في شرق أوكرانيا أن هناك العديد من المصاعب والتحديات التي تواجه القوات الأوكرانية في ساحة القتال في ظل قيام القوات الروسية بدورها بهجمات ضد القوات الأوكرانية والتي من شأنها إعاقة تقدم القوات الأوكرانية.
وعبر القائد الأوكراني في هذا السياق عن اعتقاده أنه يجب على الدول الحليفة التي تساند أوكرانيا أن تتحلى بالصبر لحين تمكن القوات الأوكرانية من تحقيق نتائج ملموسة للهجوم المضاد، موضحا في هذا الصدد أن كلا الجانبين الروسي والأوكراني يسعيان لإحراز انتصار كبير وسريع ولكن الأمر ليس بتلك البساطة حيث إن المواجهات سوف تستغرق الكثير من الوقت في ظل قيام كلا الطرفين بحشد تلك الأعداد الضخمة من القوات.
ويلفت القائد الأوكراني إلى أن القوات الأوكرانية تسعى في الوقت الحالي لكشف نقاط الضعف في دفاعات القوات الروسية والتي يمكن استغلالها من أجل اختراق صفوف القوات الروسية وإحراز تقدم عسكري ملموس.
ويشير سيرسكي في هذا السياق إلى أن القوات الروسية تقوم بشن هجمات عسكرية واسعة في العديد من القطاعات على طول خطوط المواجهة ولاسيما في القطاع الشمالي الشرقي عند منطقة خاركييف وصولا إلى منطقة لايمان على الجبهة الشرقية من القتال.
ويضيف القائد الأوكراني أن القوات الأوكرانية تواجه قتالا شرسا من جانب القوات الروسية عند مدينة باخموت في إقليم دونيتسك حيث قام الجانب الروسي بتحريك قواته وإعادة تجميعها نحو الجبهة الشرقية على خطوط المواجهة، وأوضح أنه لا يجب على الإطلاق التقليل من شأن القوات الروسية والتي مازالت تقوم بعمليات تعزيز وتحصين لدفاعاتها مما يحول دون تمكن القوات الأوكرانية من اختراق صفوفها.
ويضيف المقال أن القيادة العامة في أوكرانيا قامت بتكوين 12 لواءً جديداً للدفع بها في ساحة القتال خلال الهجوم المضاد، موضحا أن تسعة من تلك الألوية، والتي تم تزويدها بأحدث المعدات العسكرية التي قدمتها دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لكييف، لم تشارك بعد في العملية العسكرية المضادة.
ويشير المقال في الختام إلى الموقف الروسي في هذ الخصوص حيث يسلط الضوء على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أول الخميس والتي أكد خلالها فشل الهجوم الأوكراني المضاد، موضحا أن القوات الروسية تمكنت من إحباط كل الهجمات التي شنتها كييف على المواقع الروسية مكبدة الجانب الأوكراني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.