الخميس 16 مايو 2024

فى ذكرى وفاته.. هيكل ناقدًا لـ"السادات" وصديقًا لـ"عبد الناصر"

17-2-2017 | 21:11

"إن الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل كان صاحب رؤية بعيدة المدى واسعة الإطلاع، والتكوين الثقافى الموسوعى له، مكّنه من تولى المواقع المهمة واحتلال مكانة غير متكررة فى عالم الصحافة"، هذا ما أكده الصحفى أنور عبد اللطيف، صاحب كتاب "أوراق هيكل.. الوصايا الأخيرة"، وهو ما يؤكده أيضًا جميع المشتغلين بالصحافة، والسياسيين أيضًا.
حسنين هيكل، الذى تحل ذكرى وفاته الأولى، اليوم 17 فبراير، يعد أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين فى القرن العشرين، ساهم فى صياغة السياسة فى مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته العام الماضى، فعرفه الرؤساء، وحاولوا تقريبه إليهم، كما فعل الرئيس الراحل أنور السادات، عندما أصدر قرارًا بنقل "هيكل"، من صحيفة الأهرام، إلى قصر عابدين، ليكون مستشارًا لرئيس الجمهورية، إلا أن هيكل اعتذر، وأجاب عن سبب اعتذاره، فى تصريح نشرته صحيفة "الصنداى تيمس"، قائلا: "إننى استعملت حقى فى التعبير عن رأيى، ثم أن الرئيس السادات استعمل سلطته، وسلطة الرئيس تخول له أن يقول لى اترك الأهرام، لكن هذه السلطة لا تخول له أن يحدد أين أذهب بعد ذلك".
ورغم تحول هيكل من التوافق السياسى مع السادات، إلى ناقد له، فكان على العكس من ذلك مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كان صديقًا له، ومنظرًا لمواثيقه وخطابه القومى.

كان الراحل المولود عام 1923م، لديه اهتمام دائم بالشباب والمستقبل، حسبما يصرح الكاتب عبد الله السناوي، بأن فكرة المراجعة والعودة للتاريخ لفهم المستقبل كانت دائمًا محل طرح من الراحل، خاصة بعد الثورة وتأكيده على العودة للماضى لمعرفة ماذا بعد.
وأصدر هيكل أول كتاب له عام 1951، بعنوان "إيران فوق بركان"، وفى العام 1957، بدأ عمله فى الأهرام وكان أول عدد يصدر تحت رئاسة تحريره فى 1 أغسطس عام 1958، وفى 1968، أسس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بتشجيع من الرئيس عبد الناصر، ليعين بعد ذلك فى 1970 وزيرا للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لأسبوعين فى غياب وزيرها الأصلي، محمود رياض.
أعلن "هيكل"، اعتزال الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي، فى 23 سبتمبر عام 2003، بعد أن أتم عامه الثمانين وكان وقتها يكتب فى مجلة "وجهات نظر"، لكنه ظل يسهم فى إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن، مستخدما منبرا جديدا غير الصحف والكتب، تمثل فى شاشة الفضائيات.
وقبل أن يتوفى هيكل عام 2016، أوصى أسرته بأن تخرج جنازته من مسجد الحسين، وأنه لا يريد جنازة عسكرية، ولا عزاء، متمنيًا أن يكون صوت الشيخ محمد رفعت بجانبه بعد الوفاة، وأن يتم وضع وردة حمراء بجواره.