قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى لمصر تعتبر غاية في الأهمية، من خلال منظورين مهمين، الأول أن الهند ومصر كانتا حليفتين دائمتين، خاصة على الصعيد الاستراتيجي منذ عقود طويلة، وتحديدا بعد ثورة يوليو في مصر واستقلال الهند.
وأوضح في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن الدولتين منذ البداية كان بينهما مشروعات تصنيع عسكري مشتركة في منتصف خمسينات القرن الماضية، لاسيما الطائرات والنفاثات والمقاتلات، مشيرًا إلى أن التعاون بينهما في هذا الوقت كان متقدما للغاية؛ إذ كانت مصر مثلا تصنع الموتور والهند تصنع الطائرة، وما شابه.
منذ تأسيس حركة «عدم الانحياز».. مصر والهند حريصان على التعاون
وأضاف أن الدولتين حريصين على التعاون فيما بينهما، على المستوى السياسي الاستراتيجي، منذ أن شاركت مصر الهند ويوغوسلافيا في تأسيس حركة عدم الانحياز، والتي كان لها دورا أساسيا على المستوى الدولي، خاصة وقت الحرب، وصارت حركة ذا شأن فيما بعد، وصار لها مردود على الخريطة السياسية، و(عدم الانحياز) هو منهج مصر دائمًا الذي لا تحيد عنه.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى المنظور الثاني، وهو المنظور السياسي والثقل الدولي التي تتمتع به الهند؛ إذ إن الشراكة مع الهند أمر ذا أهمية لأنها في مصاف الدول الكبرى، إن لم تكن إحداها، بحجمها السكاني وتقدمها التكنولوجي والاقتصادي، والتعاون معها في هذا الوقت أمام عالم مضطرب، أمر غاية في الضرورة.
استضافة رئيس وزراء الهند يوضح رؤية مصر
وبين «يوسف» أن استضافة رئيس وزراء الهند يوضح رؤية مصر وحرصها على إيجاد علاقة متوازنة وسليمة مع دول العالم الخارجي، خاصة دولة مثل الهند التي تنأى بنفسها دائما عن مناطق الصراع، وتسعى لتكوين شراكات اقتصادية وتجارية وتعاونات ثنائية مع الدول التي تهدف إلى السلام ولا تتدخل في شؤون غيرها، مثل مصر.
استضافة الرئيس السيسي تقدير لمصر
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى تقدير الهند لمصر، باستضافتها للرئيس السيسي سابقًا، كضيف شرف وحيد، احتفالا بمرور 75 سنة على استقلال الهند وتأسيس علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، ومصر تستحق هذا التقدير، وهي بحاجة إليه دائمًا، خاصة من دول بحجم الهند.