يبدأ الموريتانيون الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك بشكل مبكر مع بدء شهر ذي الحجة،حيث يقبل الموريتانيون ضمن استعداداتهم على الأسواق لشراء الملابس للأطفال ضمن عادات متوارثة منذ مئات السنين، كما يعود الموريتانيون المغتربون خلال أيام العيد للاحتفال مع الأهل والأقارب لتجديد أواصر المحبة والتواصل، والتجمع في منزل العائلة.
وقبل يومين أو ثلاثة من أول ايام العيد تنتشر في موريتانيا الأفراح الاجتماعية من زواج وخطوبة وغيرها وهي احتفاليات يتقاسمها الموريتانيون في المدن والريف جنبا إلى جنب والأفراح تتواصل حتى ساعات الفجر الأولى وتتبادل فيها العائلات التهاني بالعيد، والأفراح الاجتماعية ضمن طقوس تتوارثها الأجيال وفيما يتفنن الموريتانيون في توزيع الكعكة في المدن لا يزال طبق الزنان حاضرا بقوة في الريف والزنان هو الطبق الأكثر انتشارا في الريف وهو عبارة عن قطع صغيرة من اللحم والكبد مشوية على الحطب بعناية فائقة تتفنن النساء في طهيه.
ومع ساعات الفجر الأولى ليوم العيد يخرج الموريتانيون باتجاه الساحات التي تخصصها الحكومة للصلاة مكبرين حامدين الله على العيد وغالبا ما يتناولون في الطريق إلى الصلاة تمرات والماء وبعد انتهاء الصلاة
ونحر الأضحية يقبل الموريتانيون على صلة الأرحام وطلب السماح وتقديم العيدية إلى الكبار والصغار وتبادل التهاني والتصدق بجزء من الأضحية على الفقراء.
وبعد ارتداء الملابس المزخرفة والتي يطلق عليها الدراعة للرجال والملاحف للنساء تحرص ربات البيوت الللائي يتفنن في الزينة بنقش الحناء وتصفيف الشعر وتزيينه بالضفائر الإفريقية على إعداد وليمة كبيرة تكفي للعائلة والزوار المهنئين بالعيد، وتحفل موائد الغذاء بأكلات متوارثة منذ القدم مثل المشوي، ويخصص الموريتانيون فترة ما بعد الظهر والمساء لتبادل الزيارات العائلية وطلب السماح والرضا.
وتشكل أضحية العيد أو كبش كما يطلق عليه شعبيا، اهتماما كبيرا لدى الموريتانيين الذين تزيد ثروتهم من الماشية على 27 مليون رأس وفق إحصاءات رسمية
وتلقى أسواق الماشية إقبالاً كبيراً كعادتها كل سنة خاصة قبل ثلاثة أيام من حلول عيد الأضحى، ويبدأ الكثير من الموريتانيين بشراء الأضاحي مبكرا لإهدائها للأصهار تقديرا للزوجة وإعجابا بها أو تقديمهم للأقارب والمحتاجين في تقليد أصيل يحرصون عليه منذ القدم.
ومع أن دول مجاورة كالسنغال مثلا تعتمد بشكل كبير على موريتانيا في توفير الأضاحي حيث أن أكثر من مليون أضحية موريتانية يتم بيعها سنويا في السنغال ضمن اتفاق بين الحكومتين الموريتانية والسنغالية إلا أن ذلك لا يؤثر على توفر الأضاحي في موريتانيا ويتراوح سعر الأضحية قبل ساعات من العيد بين ما يعادل 100 و200 دولار أمريكي.