الثلاثاء 28 مايو 2024

كلت فتة في عيد الأضحى؟ اِعرف أحب الطعام إلى النبي وأصلها وتسميتها

الفتة

تحقيقات29-6-2023 | 11:42

نور الدين نادر

مر أول أيام عيد الأضحى ، مرورًا سريعًا، شأنه شأن كل ضيف نأتنس به، إلا أنه رسخ عاداته في مصر، والبلدان العربية؛ وبدأت الناس في نحر الأضحيات، بعد صلاة العيد مباشرة؛ ثم أكل "الفتة" أو الثريد، حسب مسماها القديم، وهو ما ينتظره المصريون ويقبلون عليه كل عيد أضحى.

ويستمر الناس في الاحتفال بالعيد، بأكل "الفتة" واللحوم في ثاني وثالث وحتى رابع أيام العيد؛ عادةً لا يمل الناس تكرارها؛ مهما كانت الظروف الاقتصادية، في محيط الوطن العربي، وحتى أوسع من ذلك، باختلاف المسميات، إذ إن "الفتة" كانت تسمى بـ "الثريد أو التشريب"، والمسمّيان صحيحان لأنهما اسمان يدلاّن على الطبق نفسه.

ويعتبر الثريد أحب أطعمة الطعام إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإحدى سننه، والذي بدأت ببداية العصر الجاهلي، بنفس الصورة التي هي عليها اليوم، هو الخبز المفتّت مع المرق، وقد كان هذا الطعام شائعاً في الجاهلية وفي أيام الإسلام وإلى يومنا هذا.

شيوع التسمية

وتشتهر مصر بهذه الأكلة في أول أيام العيد، كما تشتهر فلسطين ودول العرب، ولكن بأسماء مختلفة، ففي فلسطين والأردن ومصر تسمى الفتّة، وفي جنوب العراق وبعض أجزاء من الخليج العربي يطلق عليه اسم فتات، وفي ليبيا يطلق عليه اسم مثرو.

تفضيل الرسول للثريد
فضَّل النبي "صلى الله عليه وسلم" الثريد على باقي الأطعمة، حتى أنه اختصه بالتفضيل على باقي الطعام الطعام، لقوله عن أبي موسى رضي الله عنه: (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا: آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ).

وعن أبي هريرة "رضي الله عنه" قال‏:‏ دعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالبركة في الثريد والسحور‏، ‏حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم": السحور بركة والثريد بركة والجماعة بركة>, إذاً من هذه الأحاديث نعرف أنّ الثريد طعام فيه بركة محبّب إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وصحابته.

حيثُ ذكر كتاب الأوائل أن أول من أكثر تقديمه، هو جد النبي هاشم لأنه كان يهشم الثريد لحجاج بيت الله الحرام، فكان أكارم العرب يقدمون الثريد إكراما لضيوفهم، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه طعام "أهل الجنة".
الطريقة الأشهر للطهي

يطهي الثريد بطرق مختلفة في الوطن العربي، كما يتم تشكيله بأساليب عديدة؛ إلا أن أشهر طرقه هي التي كانت تعمل في الجاهلية وأيام صدر الإسلام الأولى، فكان يسلق اللحم بالماء، وبعد ذلك يفتّ الخبز فتاتاً، ويوضع عليه المرق مع اللحم ويترك حتى يتشبع الخبز مرقاً، وبعد ذلك يؤكل، وكان طيّب الطعم، مفيدا، غير ضار، لأنّه يحتوي على نسبة عالية من الماء، تفوق 75% من تكوينه.


الثريد الإماراتي


ويختلف الثريد الإماراتي عن غيره، إذ إنه يأخذ مناح كثيرة مختلفة، تتم على النحو التالي؛ بعض اللحلم، الإضافة إلى حبتين من البطاطس مقطعتين مكعبات كبيرة، مع ملعقتين كبيرتين من معجون الطماطم، وأربع حبات من الطماطم، قرنين من الفلفل الحار، ملعقة كبيرة من الزنجبيل، أربعة فصوص من الثوم، وكوب من زيت الذرة، نصف ملعقة صغيرة من الفلفل الأسود، وأحيانًا غنم مقطع، مع ملعقتين صغيرتين من الملح، وعود من القرفة، وخبز رقاق.