الجمعة 3 مايو 2024

في ذكرى 30 يونيو .. أزمات عاشها المصريون في عام حكم الجماعة الإرهابية

ثورة 30 يونيو

تحقيقات29-6-2023 | 12:18

نور الدين نادر

يحتفل الشعب المصري بمرور 10 أعوام على  ثورة 30 يونيو المجيدة، والتي ملأت كل شوارع مصر بهتافاتها وأمانيها؛ حتى مكنت الجيش المصري العظيم؛ بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي - وزير الدفاع آنذاك - من عزل جماعة الإخوان، ونجدة مصر ممن عملوا على تفكيك بنية وكيان وهوية الشعب المصري.

وتحتفل مصر اليوم بذكرى رحيل جماعة الإخوان، والتي عملت على تفكيك مفاصل الدولة وضرب الأمن القومى، ومحاولة السيطرة والاستحواذ على كل شبر من مؤسسات مصر، وتمكين ذويها من المناصب والقيادات العليا في الدولة، فضلا عن أزمات الوقود والبنزين، وترصد بوابة دار الهلال، بعض ملامح حكم الجماعة المصنفة "إرهابية"، حتى لا يتسنى لنا نسيان ما حدث.

سياسة التبرير

مرت مصر في عهد الإخوان بسلسلة من الأزمات على كل الأصعدة والمستويات، ودائمًا ما كانت الدولة المصرية تمر بهذه الأزمات، إلا أنه كانت هناك خطط وحلول أو مقترحات أو تفهم للمأزق تستطيع الدولة من خلاله تجاوز الأزمة، أو تقليل حدتها، إلا أن هذه السنة لم تكن كغيرها؛ إذ إن "الجماعة" انتهجت سياسة التبرير أمام كل مآزقها وعثراتها، ونستعرض بعضًا منها على النحو التالي:

أزمة الوقود

شهدت مصر في عام الإخوان ، تجمع العشرات والمئات أمام محطات البنزين بحثا عن الوقود،  وامتلأت الطوابير أمام المستودعات الخاصة بالأنابيب لمئات الأمتار دون الحصول عليها، ولم تكن أزمة عارضة؛ إذ إنها استمرت تقريبًا حدود السنة، إلا أن خروج الرئيس المصري آنذاك، محمد مرسي، للحديث عن أزمة انقطاع التيار الكهربائى "زاد الطين بلة"، مبررًا الأزمة بحديثه: "واحد من أتباع النظام القديم المجرم ييجى على عامل التحويلة علشان ينزل سكينة الكهرباء وياخد 20 جنيه على ذلك!"، ما كان إلا أن أثار ذلك فورة الشعب المصري وسخريته على منصات ووسائل التواصل الاجتماعي.

أزمة الدعم

لم تعرف مصر أي رئيس أو حاكم حاول رفع الدعم عن الوقود منذ السنة الأولى له في الحكم؛ وهو ما كان في عهد الإخوان؛ لما عانته الجماعة من عدم القدرة على إدارة البلد وتوفير الوقود والموارد؛ نتيجة لسوء علاقاتها مع دول الجوار والمجتمع الدولي؛ بالإضافة لفشلها في توفير بيئة عمل أو مناخ ملائم أو طبيعة إنتاجية للبلاد آنذاك.

وعانى الشعب المصري دائمًا من سياسات الانفتاح، منذ عهد الرئيس السادات، كما شهدت البلاد سلسلة متواصلة من رفع الدعم على الوقود والبنزين، إلا أن ذلك كان في الإمكان التعايش معه؛ حسب كل ظرف ولحظة سياسية، إلا أنه في أكتوبر 2012، بدأت أولى خطوات رفع الدعم عن البنزين؛ بعدما كشف "هشام قنديل" رئيس مجلس الوزراء في ذلك التوقيت؛ عن اتجاه الحكومة لإلغاء الدعم عن بنزين (95)، واستخدام الكوبونات فى توزيع أنابيب البوتاجاز.

وقد أثار حفيظة الشعب المصري تصريحات "قنديل" بعد شهر من هذا الإعلان، عن ثقته فى تفهم الغالبية العظمى من المواطنين لقرار رفع الدعم عن بنزين، ولم تهدأ الأزمة، وأيضًا لم تعرف الجماعة إلا التبرير، فعندما سأل عن الأزمة في مؤتمر صحفي بعدها بشهور، كان رده أن "الرجال يذهبون للمساجد والنساء تذهبن للأراضى الزراعية، وهذه الأسباب الرئيسية وراء أزمات البنزين والكهرباء والطاقة!"

قرض صندوق النقد الدولي

أعلنت جماعة الإخوان طوال سنوات نشاطها، منذ البداية وحتى لحظة الحكم، عن موقفها الواضح ضد الربا وما تتخذه البلاد من قروض بعوائد مالية وفوائد سنوية، كما لم تتوانَ في شن هجومها على كل رئيس تسول له نفسه الاستعانة، مهما كان السبب، بقروض صندوق النقد الدولي، إلا أنه بمجرد وصول محمد مرسي إلى كرسي الحكم، واعتلائه عرش مصر، شرع في التفاوض مع صندوق النقد الدولي على قرض مالي بقيمة 4.8 مليار دولار، وبفائدة سنوية تبلغ 1.1 في المئة، وفي إحدى مؤتمراته برر ذلك أن منح الصندوق مصر فترة سماح تصل لأكثر من ثلاث سنوات مع فائدة ضئيلة، ينفي الربا عن القرض باعتبار أنه "لن تجر به منفعة".

Dr.Randa
Dr.Radwa