“ معاك فكة؟ ".. جملة أصبحنا نعتاد عليها فى كافة معاملاتنا التجارية حتى تحول جمع أو تحويش الفكة إلى عادة وغيابها قد يعرضنا إلى مشاحنات متكررة، بسبب الربع أو النصف جنيه "الباقى"، وكانت هذه الأزمة مقتصرة سابقا على أوقات معينة مثل شهر رمضان والعيدين ودخول المدارس والجامعات إلا أن المواطن أصبح يلمسها الآن يوميا.
وفى طريق بحث “ الهلال اليوم “ عن مصدر الفكة اهتدينا إلى مبنى مصلحة الخزانة فى شارع إسماعيل أباظة فوجئنا بصف طويل يعوق دخول وخروج المواطنين لمترو سعد زغلول.
وبسؤال المتوقفين أكدوا أن طابور الفكة طابور يومى يبدأ عادة من الساعة 8.30 صباحا أمام مبنى مصلحة الخزانة التاريخى الذى يفتح أبوابه فى تمام التاسعة بالضبط ليبدأ ماراثون العدو إلى شباك الفكة وفى الطريق يجب أن تحصل على الكارت الأحمر أولا فبمجرد انتهاء الكارت لن تستطيع الحصول على الفكة.
وعلى الرغم من اجتيازنا للماراثون الذى لم يستغرق عشر دقائق إلا أننا لم نجد أى صعوبة فى الحصول على الفكة بل وحصلنا على 100 جنيه كاملة من العملات المعدنية الجديدة .
وبسؤال أحد العاملين الذي رفض ذكر اسمه أكد أن الفكة المتوفرة فى المصلحة تأتى من دار سك العملة أى أنها عملات جديدة ولا يوجد لها كوته يومية أحيانا يكون الحد الأقصى 100 جنيه وأحيانا 50 جنيها وقد يتوفر عملات من فئة 50 قرشا وأحيانا المتوفر يكون من العملات الورقية الجديدة.
وأكد أحد المترددين على الصف ويعمل فى وزارة التعليم العالى أن أغلب المتوقفين من البائعين فى سوق سعد زغلول والذى يحيط بالمصلحة كذلك من موظفى وزارة الصحة والتربية والتعليم والتعليم العالى لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى جهل المواطن عن وجود المصلحة والدور الذى تقوم به، ونفى أحد المسئولين بمصلحة الخزانة وجود أى أزمة فى الحصول على الفكة مؤكدا أن السبيل الرئيسى فى الحصول عليها إما من مصلحة الخزانة أو من البنوك التى تقوم بتوفيرها بدون أى قيود بالتنسيق مع البنك المركزى.
وأكد أن المصلحة تخصص مبلغ بقيمة 250 ألف جنيه للطرح شهريا عبر الديوان العام للمصلحة بالقاهرة في حين يتم إرسال 750 ألف جنيه من العملات المعدنية لطرحها من خلال فروع مصلحة الخزانة العامة في المحافظات المختلفة وذلك تيسيرا علي المواطنين والمحال التجارية المختلفة.
وأضاف أن المصلحة رفعت من حجم ما تطرحه من عملات معدنية بالأسواق شهريا إلى مليون جنيه تشمل 700 ألف جنيه من فئة الجنيه المعدني وما يعادل 300 ألف جنيه من الفئات الأخري وهي 50 قرشا و25 قرشا وذلك بالتنسيق مع المسئولين فى البنك المركزى حيث يتم مراجعة معدلات تنفيذ خطة البنك لطرح هذه العملات المساعدة ووفقا لاحتياجات الأسواق المختلفة .
وفى تقرير حديث لمصلحة سك العملة أكد على طرح المصلحة خلال العام المالي الماضي كميات من العملات المعدنية فئات جنيه و50 قرشا و25 قرشا بلغت قيمتها الإجمالية نحو53.7 مليون جنيه.
وأشار التقرير إلى أن قيام سك العملة برفع حجم عملها في سك العملات المعدنية المساعدة من 2.9 مليون قرص شهريا إلى 6 ملايين قرص حاليا وذلك بعد ورود وتركيب وتشغيل ماكينة جديدة لسك العملات المعدنية تعد الأحدث عالميا في هذا المجال.
وأكد التقرير أن أكثر المحافظات طلبا للفكة هي القاهرة ومرسي مطروح بحجم شهري يصل إلي 250 ألف جنيه من العملات المعدنية المساعدة تليها محافظات المنيا وأسوان وبني سويف برصيد لكل منها يبلغ 235 ألف جنيه من العملات المعدنية المساعدة ثم محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ برصيد شهري 225 ألف جنيه وفي آخر القائمة البحيرة برصيد 50 ألف جنيه من العملات المعدنية المساعدة.
الغرف التجارية
أكد محمد عبد الوارث رئيس غرفة أسوان التجارية أن أزمة الفكة لم تعد أزمة موسمية كما كان يحدث فى السابق مع دخول شهر رمضان والعيدين حيث ترتفع معدلات الشراء وبالتالى تسحب الفكة من الأسواق لافتا إلى أن الفكة مثلها مثل العملات الأجنبية تخضع لقانون العرض والطلب إذا زاد الطلب وقل المعروض نشأت الأزمة.
وأضاف أنه فى محافظة أسوان هناك تنسيق بين الغرفة التجارية والبنك الأهلى المصرى كأحد أذرع البنك المركزى يتم بناء عليه طرح العملات الصفيرة من 50 قرشا والربع جنيه والتى غالبا ما نعانى منها .
وأكد محمد عطية الفيومى رئيس غرفة المنوفية التجارية أنه بشكل عام لايوجد أزمة ولكن أزمة الفكة هى التى نخلقها بأيدينا حيث تتكلف الحكومة إصدار الجنيهات المعدنيه وتقوم أصحاب المسابك من جمعها وإسالتها واستغلالها فى صناعات النحاس والذهب .
وشدد الفيومى على أن المواطن يجب أن يكون أكثر دراية في الاحتفاظ بحقه في المبالغ المتبقية من معاملاته التجارية مهما قلت قيمتها وعندها ستنتهى الأزمة.