عجزت السينما المصرية بمقايسها فى اختيار الأبطال والسنيدة والأدوار الهامشية أمام قدراته ؛ فلم تجد له دورا يظهر "فروته" الابداعية و "مأمأته" الإنسانية و "قرونه" الاستشعارية !!! وكأنه لم يضحِ بحياته فى سبيل إسعادنا!!؛ بل تجاهله الكثيرون ولم يمنحوه حق الظهور بما يليق بأيام تضحياته!! فكيف يكون عيد الأضحى دون وجوده؟؟؟ ما الذى جعل المخرج سعيد حامد يتجاهله فى فيلم "همام فى أمستردام" رغم أنه جاء بكافة مظاهر العيد والصلاة وفرحة الجميع ؛ فكيف تناساه؟؟ وكأنه لايليق بأمستردام.
ولكن يبدو أن حالة التجاهل قديمة ، فذلك مافعله أنور وجدى فى فيلمه "بنت الأكابر" الذى يحمل أغنية الحج الأولى بلا منازع "يا رايحين للنبى الغالى" والاستعداد للحج ورغم ذلك غاب الخروف ولم يظهر الذى من المفترض أن ذلك مكانه وزمانه ؛ سواء فى القصر حيث الباشا الثرى الذاهب إلى الحج أو فى الحارة المصرية مع "ولاد البلد"!!!
وهاهى الدوائر السوداء تحيط به وترفض ظهوره الجذاب ؛ ليتذكره نجيب الريحانى وبديع خيرى فى فيلم "ابو حلموس" ويجعلون منه درسا فى "السرقة النظيفة" وكأنه خير مثال على تعليم السرقة بدون دليل على ارتكابها!!؛ فالخروف يمكنك أن تحضره وتأتى له بالطعام والطيبب والحلاق والمزيد من التفاصيل التى يغرق فيها الجميع فتختفى "السرقة"، ولا يلتفتون إلى أن الخروف غير موجود!!
هذا الظهور "الباهت" أُريد له على مدى المشوار ؛ فرغم أن فيلم كمال الشيخ "حياة أو موت" تدور أحداثه ليلة عيد الأضحى وظهر بالفعل الخروف فى مشهد فخطف قلب الصغيرة واعتبرته صديقا وفيا ، ولكنها عندما تجوب شوارع وحوارى القاهرة لا نلمح ظهورا يليق بذلك المسكين!!
وعندما قرر رامى إمام أن يرد له اعتباره ونجوميته الغائبة، ليظهر بجوار محمد سعد فى كفاح يليق بمقاومته للبقاء وانتصاره، ليعلن فى النهاية "مأمأته" الدالة على الحياة ؛ وليخطف اعتراف "بوحه" بهزيمته عندما قال "سلخت قبل ماادبح"!!! لم يظهر بعد ذلك.
المفارقة الأكثر ايلاما أنه رغم ظهوره كصديق جميل للأطفال فى العديد من الأفلام ومنها فيلم عاطف سالم "أم العروسة"؛ إلا أنه درامية رحيله بعيدًا عن عيد الأضحى كانت أكثر "اطلالة" سينمائية له، فقد كان كثيرا ما يظهر ك "وليمة" يتلذذ بها الجميع ، بعيدا عن كل مايتعلق به ، وكأن مشهد الفنان يوسف فوزى فى فيلم "بوشكاش" وهو يقول "كنت ببص فى عين الخروف واذله" يرصد تاريخه السينمائى لتتوالى الضحكات غير عابئة بمعاناته.