يمثل العيد في الثقافة الإنسانية عامةً مظهرًا من مظاهر البهجة؛ حيث تتفق جماعة من البشر على أن تقضي هذا اليوم بطريقة خاصة، تحيي بها ذكرى دينية أو اجتماعية أو وطنية أو ثقافية.
ويعتبر عيد الأضحى والذي يحتفل به المسلمون في تلك الأيام: شعيرة إسلامية يتم تأديتها والاحتفال بها كل عام في الـ10 من ذي الحجة بعد يوم عرفة والذي اعتاد الناس على تسميته: "يوم الوقفة"، ويستمر العيد حتى الـ13 من ذي الحجة.
يقوم المسلمون في عيد الأضحى بذبح الأبقار والأغنام؛ إحياءً لذكرى النبي إبراهيم -عليه السلام- حينما شرع بأمر من الله بذبح ابنه النبي إسماعيل-عليه السلام-؛ فكافئه الله وجزاه أن فدى ابنه بكبش عظيم، فصار ذبحُ الأضاحي في الإسلام سنةً وأمرًا مشروعـًا يُتعبد به إلى الله في تلك الأيام، وقد جاء في القرآن الكريم بشأن ذبح الأضاحي -النحر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}.
وكما لنا أعيادنا التي نحتفل بها في بلادنا كل عام، فكذلك عند الأمم الشرقية والتي ننتمي لها تاريخيّـًا وجغرافيّـًا ويجمعنا معها تاريخ مشترك، ونتعرف هنا على أهم تلك الأعياد التي يحتفل بها جيراننا في الشرق:
عيد الديوالي
الهندوسية والسيخية: يحتفل اتباع الديانة الهندوسية والسيخية بعيد "الديوالي" في فصل الخريف أو في الشهر الهندوسي المُسمَّى: "لأشوايجا" والذي يقابل شهري: أكتوبر أو نوفمبر، ويعد هذا العيد أحد أهم الأعياد الذي يحتفلون بها، وتعد الهند خصيصـًا هي أكبر الدول المحتفلة بهذا العيد والذي يحي فيه الهندوس والسيخ ذكرى إله الثروة "لاكشمي".
عيد فيساك
البوذية: يحتفل البوذيون بعيد "فيساك" أي: يوم اكتمال القمر في شهر مايو، ويختلف من بلد إلى بلد، ويعد أقدس يوم للبوذيين في كل أرجاء العالم؛ ففي يوم فيساك وُلد "جواتاما بوذا" في عام 623 قبل الميلاد، وفيه كذلك بلغ حالة التنور، وفيه كذلك توفي عن عمر ثمانين عاما.
واعترفت الجمعية العامة، بموجب قرارها 115/54 لعام 1999، بيوم "فيساك" بوصفه يوما دوليًا إقرارًا منها بالمساهمة التي قدمتها، ولم تزل تقدمها، البوذية -التي تُعد من أقدم الديانات- في مجال الروحانية الإنسانية لما يزيد عن ألفين ونصف عام. ويُحتفل بهذا اليوم سنويًا في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها الأخرى.
عيد البرونايا
الصابئة المندائية: يحتفل أبناء طائفة الصابئة المندائية بعيد "البرونايا" ويسمّى كذلك: " بعيد الخليقة، أو عيد الأيام الخمسة البيضاء"، ويستمر احتفالهم من يوم 17 مارس حتى 21 مارس من كل عام، حيث تجري خلاله طقوس التعميد ومراسيم الاحتفالات الدينية على
ضفاف الأنهار؛ حيث يشكل التعميد في الماء ركنـًا أساسيـًا في ديانتهم؛ لأن الماء يعني لديهم الحياة.
تمثل الأيام الخمسة في المنظور المندائي يومـًا واحدًا متصلًا لا يمكن التفريق فيه بين الليل والنهار، وتعود قصة هذه الأيام التي يؤمن بها المندائيون، إلى جود أربعة أدوار كاملة للحياة والخلق تسبق ظهور البشر على الأرض، استمرت كل دورة لفترة طويلة من الزمن ثم انتهت وتبعتها الدورة التي بعدها، وهكذا تم استكمال تلك الدورات حتى ظهر آدم على الأرض، يرتبط عيد "البرونايا" بالدورة الأولى من تلك الأدوار.
عيد النيروز
الزرادشتية: يحتفل الزرادشتيون ومعهم الإيزيديون بعيد "النيروز" والذي يمتد من يوم 19 مارس حتى يوم 21 من مارس في كل عام، وحسب الديانة الزرادشتية، فإن العيد يتضمن خمسة طقوس روحية وهي: دعاء الحب أو التسبيح، وصلاة لمن يستحقون العبادة، وطقس "الياسنا": الذي يشمل تقديم وشرب خمور مقدسة، إضافة إلى صلاة "فرافارتيجان" أو "فاروخشي"؛ إحياءً لذكرى الموتى، وأخيرًا "الساتوم": وهي صلوات تُتلى في الأعياد الجنائزية.
ويعد عيد "النيروز" رغمـًا عن كل هذا مناسبة اجتماعية لا ترتبط بالدين مباشرة، تحتفل بها كثير من الأمم الشرقية، مثل: "الفرس، والبشتون، والأكراد"، ويتم الاحتفال به في عدَّة دول منها: "إيران وأفغانستان وكردستان العراق، وكازاخستان" وتخصص له بعض الحكومات يوم عطلة رسمية.