نقلة كبيرة شهدتها مصر عقد ثورة 30 يونيو 2013 في منظومة الصحة المصرية، حيث أن الدولة أوَلّت ملفات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية أولى أولوياتها، وقد ظهر الأمر بشكل جلي في الكثير من المبادرات التي أطلقتها الدولة تحت رعاية رئيس الجمهورية لعلاج أكبر عدد ممكن من الأمراض، ومنها مبادرة " 100 مليون صحة" لعلاج فيروس سي، ومبادرة "العناية بصحة الأم والجنين" ومبادرة "علاج ضعف السمع" ومبادرة "اكتشاف الأنيميا، والسمنة، والتقزم" ومبادرة " الفحص المبكر عن سرطان الثدي".

وانطلقت فرق وزارة الصحة في ربوع مصر بتكليف رئاسي لفحص أكثر من 60 مليون مواطن، ليتحقق الحلم وتصبح مصر بشهادة من منظمة الصحة العالمية صاحبة تجربة رائدة في القضاء على فيروس سي عالميًا، بعد أن وضعت الدولة هدفا أسمى وهو أعلان مصر خالية من فيروس سي.

وقد لاقت المبادرة "100 مليون صحة"  نجاحاً كبيرًا للقضاء على فيروس سي، وتعد المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة" هي من أهم الإنجازات الكبرى في المنظومة الصحية، فقد نجحت في تغيير المنظومة في مصر وقوبلت بإشادات دولية.

وانتشلت مبادرة "100 مليون صحة" أكباد المصريين، وقد كانت تحتل المرتبة الأولة في معدلات الإصابة بفيروس سي، وعليها تحولت مصر إلى قدوة ونموذج يحتذى بيه، وذلك طبقا لوصف منظمة الصحة العالمية.

 

حملة 100 مليون صحة

تم تنفيذ الحملة خلال 7 أشهر من أكتوبر 2018، إلى نهاية إبريل 2019، فقد انتهت مباردة "100 مليون صحة" بفحث 25مليون، 400 ألف مواطن  على مستوى محافظات مصر، وذلك خلال 3 مراحل، وظلت المبادرة في الاستمرار، حتى تحقق رقمًا قياسيًا في فحص المواطنين لأكثر من 65 مواطن.

وشارك في الحملة القومية خلال مراحلها الثلاث الأولى، والتي تعد الأكبر في التاريخ، ١٤ وزارة، والرقابة الإدارية، وجهاز التعبئة والإحصاء، واللجنة العليا للانتخابات، ومنظمة الصحة العالمية، ودفعت وزارة التنمية المحلية بـ ٢٣ ألف شاب متطوع.

وتعد المراحل الثلاث الأولى هي الأكبر في تاريخ الحملات القومية، والتي شاركت فيها 14 وزارة، والرقابة الإدارية، وجهاز التعبئة الإحصاء، واللجنة العليا للانتخابات، ومنظمة الصحة العالمية، وقد قدمت وزارة التنمية المحلية العديد من الشباب  متطوعين في حملة الفحص، بلغ عددهم 23 ألف شاب.

وكانت عملية المسح تستغرق وقتًا ما بين 15 دقيقة إلى 20 دقيقة لكل مواطن، وكان المسح عبارة عن قياس كتلة الجسم للتعرف على السمنة والضغط، والسكر، لكل مواطن، ووفرت الحملة نقاط المسح في أماكن ثابتة "المستشفيات، ومراكز الشباب، ووحدات طب الأسرة، والميادين العامة، وأماكن متحركة" ، وشاركت وزارة التعليم العالي في حملة من خلال 110 مستشفى جامعية في جميع المحافظات.

 

خطة القضاء على فيروس سي

تمثلت خطة القضاء على فيروس سي من 5 أهداف أعدتها وزارة الصحة التي تمثلت في اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، حضر في المقدمة مرحلة إجراء مسح طبي للمرضى بالمستشفيات، والوحدات، والمراكز التابعة لوزارة الصحة، وهذا للكشف على الأجسام المضادة للمواطنين الذين يزيد أعمارهم على 18 عام، وكانوا حوالي 30 مليون مواطن على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك على طريقتين الكشف في الأقسام الداخلية بالمستشفيات، بجهاز الليزر للاختبار السريع عن تريط لعاب الفم، ستكون جميع النتائج مسجلة بالمركز القومية لموعلومات الصحة.

وتمثلت المرحلة الثانية في التأكد من العينات التي نتجت عن المسح، وجائت ايجابية، وبالتباعية عمل تحليل "Bcr" ، وفي حالة أن الحالة مصابة، يكون هنا المرحلة الثالثة وهي بداية مرحلة العلاج، وبعد الانتهاء من مرحلة العلاج بـ 3 أشهر، تأتي مرحلة الفحص ما بعد "Bcr" وهي المرحلة الرابعة، وذلك للتأكد استجابة الحالة للعلاج.

وتمثلت المرحلة الخامسة والأخيرة في تنظيم حملة إعلامية للمسح الشامل عن فيروس سي تتبنها الشئون المعنوية للقوات المسلحة، فضلا لتوفر خط ساخن خاص بالمسح الشامل بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

وتبنت الشؤون المعنوية للقوات المسلحة الحملة الخامسة، وهي حملة إعلامية للتوعية، والحث للإقدام على المسح الشامل عن فيروس سي،  فضلًا عن توفير خط ساخن خاص بالمسح الشاملن وذلك بالتعامن مع وزارة الاتصالات.

 

مباردة الكشف عن سرطان الثدي

استهدفت المبادرة الكشف المبكر عن أورام الثدي لنحو 28 مليون سيدة بجميع محافظات الجمهورية بالفحص والكشف الإكلينيكي عن المرض وتوفير العلاج بالمجان، بالإضافة إلى عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، والتوعية بطريقة الفحص الذاتي للثدي.

وحققت المبادرة أهدافها الأساسية على مدار العامين الماضيين، حيث تم الكشف تقريبا على 17 مليون سيدة في مراكز الرعاية الأولية، كما تم عمل المسح الإكلينيكي للسيدات للتشخيص الأولي للأورام، وذلك في إطار أكبر مشروع قومي من نوعه للتشخيص المبكر لسرطان الثدي في الدول النامية على مستوى العالم.

 

علاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة

تم فحص أكثر من مليون طفل مصري و1248 طفلًا غير مصري، وذلك منذ انطلاقها في شهر سبتمبر عام 2019؛ حيث يتم تقديم العلاج الدوائي وتركيب السماعة للأطفال حتى 6 أشهر، وزراعة قوقعة للأطفال من 5:1 سنوات، لافتة إلى أنه تم تجهيز بنية تحتية متكاملة للكشف المبكر عن ضعف السمع تضمنت 3500 جهاز انبعاث صوت و30 جهازًا لقياس السمع بمراكز الإحالة، وذلك بتكلفة إجمالية للمبادرة بلغت 200 مليون جنيه.

 وقد تبين  أن عائد  تلك المبادرة له دور كبير في  حماية المواليد من التأثير الناتج عن فقدان السمع مثل التأخر الدراسي وإعادة تأهيلهم الدراسي والمهني فيما بعد.

 

مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم

وضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم والتي انطلقت في عام 2020 ، تم فحص 22.5 مليون طالب بالمدارس، ومتابعة العلاج من خلال 255 عيادة تأمين صحي وربطها بـ 478 معملا.

وتمت من خلال 4420 فرقة و13260 متدربًا، وذلك بتكلفة 350 مليون جنيه، وتم إجراء 400 ألف مكالمة تليفونية لمتابعة الحالة الصحية للطلاب الذين لديهم إصابات بهذه الأمراض وذلك خلال فترة تعليق الدراسة.