احتفلت مؤسسة دروسس الدولية للتنمية المستدامة باليوم العالمي للتعاونيات والذي يوافق السبت الأول من شهر يوليو من كل عام، وذلك في محافظة الفيوم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى وجمعية شباب مصر.
عقدت المنظمة بهذه المناسبة مؤتمرا حول الاقتصاد التعاوني ودوره في تنمية المجتمع ومقاومة الفقر، وذلك تحت عنوان « التعاونيات من أجل التنمية المستدامة"، عقد المؤتمر بحضور عدد من الباحثين من مصر وتونس، وبمشاركة 12 شركة تعاونية تم إنشاؤها في محافظة الفيوم تشمل مجالات تصنيع الملابس الجاهزة والسجاد اليدوي والفخار والنباتات العطرية وغيرها من المجالات.
تضمن المؤتمر 4 جلسات تناولت كل جلسة التعريف بنماذج الشركات التعاونية في الفيوم والممولة من جانب مؤسسة دروسس بالشراكة مع جمعية شباب مصر، وكيفية تطوير الاقتصاد التعاوني من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والتجارب والخبرات المكتسبة من خلال الشركات التعاونية.
في البداية قال الأستاذ محمد عبد الحكيم الاستشاري التعاوني، أن التعاونيات فكرة بدأت منذ أكثر من 200 عام في العالم ومن نحو 120 عاما في مصر وشهدت فترات ازدهار وانكسار، لكنها أحد الأشكال الهامة للاقتصاد القائم على الإنتاج وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال متناهية الصغر، مشيرا إلي أن الدستور المصري ينص على حماية الملكية التعاونية، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبدى اهتماما كبيرا بهذا القطاع ووجه بضرورة تشجيعه.
من جانبه قال الباحث التونسي أسامة العياشي، أن الاقتصاد التعاوني يفتح الباب أمام المنتجين الصغار للتواجد بالسوق، كما يساعد على النهوض بالمجتمعات اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، كما يساهم في توفير فرص العمل والحفاظ على البيئة، حيث أن أحد شروط المشروعات التعاونية أن تكون صديقة للبيئة.
وقالت منى عزت مدير مؤسسة نون لتنمية الأسرة، أن الأهداف التنموية مترابطة ومشتركة، مشيرة إلي أن الاقتصاد التعاوني يقدم مشروعات تحقق دخول مستدامة لصغار المنتجين والأسر الفقيرة، وهو ما يعني تحقيق تنمية ليس على مستوى مكافحة البطالة فحسب، ولكن أيضا على مستوى رفع مستوى التعليم، وتحسين الصحة العامة للأفراد، وغيرها من الأهداف التنموية المتكاملة.
من جانبه قال الدكتور أحمد نسيم بياض استشاري المتابعة والتقييم بمنظمة اليونيسيف، أن الاقتصاد التعاوني يلبي احتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة، حيث أن أحد أركانه الأساسية، حسن استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة، مشيرا إلى أن مصر اصبح لديها خطة واضحة للتنمية المستدامة والتعامل مع المتغيرات المناخية، داعيا إلي التوسع قي دعم نماذج الإنتاج التعاوني.
هذا وقد قدمت مؤسسة دروسس وجمعية شباب مصر، نماذج للشركات التعاونية الناجحة في محافظة الفيوم، حيث أكد المنتجون أن رؤوس أموال تلك الشركات تضاعفت بنسبة 100٪ خلال عامين فقط، مؤكدين أن أكبر مشكلة تواجههم هي مشكلة التسويق، خاصة في ظل المنافسة القوية من جانب الشركات الكبرى.
وفي ختام المؤتمر اعلنت الأستاذة ميري رمسيس مدير البرامج بمؤسسة دروسس، عن تدشين المرحلة الثانية من مشروع الشركات التعاونية في الفيوم، وذلك بالاستعداد لإطلاق 17 شركة تعاونية جديدة خلال 4 سنوات.