الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

الرياضة والتقدم العلمي

مقالات3-7-2023 | 13:04

تفرض، التطورات التي يشهدها النشاط الرياضي في العالم، تغيير نظرتنا الى هذا النشاط والقطع مع  اعتباره وسيلة للترفيه وإشاعة فرح قد لا يعمر طويلا.

وسبق أن أشرت سابقا إلى أهمية الانتقال من رياضة الاستهلاك الى رياضة الإنتاج عبر سن الدول سياسة الدعم بناء على تعاقد يحدد الأهداف ومدة الدعم المالي بسخاء لتمكين الاتحادات والأندية من قطع أشواط مهمة وحرق المراحل قبل التوقف عنه لفتح ورش رياضي آخر.

ومن شأن التزام كل الأطراف بانجاز ما جرى الاتفاق حوله ماليا وإداريا تحفيز الفاعلين على التفكير في أفضل الطرق لتحقيق نتائج جيدة والحفاظ عليها عبر سن سياسات تؤمن الحفاظ على الإنجازات وتعزيز المكاسب لتصبح أمرا عاديا وملزما في الوقت نفسه.

ولا يمكن تحقيق هذا في غياب البحث العلمي واستغلال التقدم الحاصل على مستوى التحليل اعتمادا على التكنولوجيا والمختبرات الرياضية ذات الأهداف النبيلة لتطوير الأداء وليست التي يجري بها التخطيط لتحقيق النتائج بكل الطرق والتي يبقى أسهلها اعتماد مواد محظورة تساعد الفرد على تجاوز حدود إمكاناته والتفوق على نفسه لتحقيق نتائج خرافية، دون الاهتمام بما يحدث لاحقا، اذا تمكن الرياضي من مواصلة المسار ولم تنته حياته بسكتة قلبية لأن استعمال المواد المحظورة يبقى من أسباب الموت المفاجئ للأبطال الرياضيين.

أن الاستنجاد بالبحث العلمي ذي الأهداف النبيلة هو السبيل للاستمرار في تحقيق افضل النتائج والارتقاء إلى أعلى المراتب وتأمين الاستقرار عبر تكوين الخلف على أسس مضمونة النتائج، وتعزيز المكتسبات.
طبيعي جدا بروز النجم الظاهرة لكن عدم استثمار ذلك علميا لاستنساخ التجربة وتكراراها مع الخلف يحكم على الأصناف الرياضية بالتراجع.

وقد تكرر معنا ذلك عربيا وأفريقيا سواء تعلق الأمر بالرياضات الفردية أو الجماعية، بل أنه تبقى السمة الغالبة.
نحن نتحدث عن قدرات الإنسان العربي والأفريقي بعد تحقيق إنجازات مهمة، لكن الإغراق في الاحتفالات يبقينا بعيدين عن تأمين الحفاظ على المكاسب لأننا ننتظر أن تجود علينا الظروف بظاهرة أخرى ربما لن تظهر.

ولعل الاختلاف بيننا وبين العالم المتقدم هو غياب الاستثمار في البحث العلمي لتحقيق أفضل النتائج، أو التخوف من ردود أفعال سلبية في حال عدم تجاوب الرياضيين إيجابيا مع طريقة معينة خاصة حين يتعلق الأمر بالرياضات الفردية، وهذا يمكن أن يحدث في حال عدم إعداد الرياضي ذهنا للتحول ومساعدته على إبراز ما لديه من قدرات.

هنا تثبت أهمية التقدم العلمي فلا يكفي حمل كمبيوتر خلال المباريات او دخال المعطيات في الحاسوب أمام الكاميرا، بل ينبغي الإيمان بأهمية ذلك والاجتهاد لتحقيق المبتغى وان اقتضى الأمر الاستنجاد بأبحاث علمية من مجالات قد تبدو بعيدة عن العالم الرياضي إذا تأكدنا من أن اعتمادها يبقى بالغ الأهمية.