الخميس 2 مايو 2024

جنين .. الحجارة في مواجهة المسيرات

مقالات6-7-2023 | 10:11

يقول بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الأسبق في مذكراته التي تحمل عنوان «حياتي» إنه قال لـ نتنياهو خلال مفاوضات مباشرة مع السوريين برعاية أمريكية «السوريون قدموا لك كل المطلوب، فلماذا لا تعطيهم شيئاً؟»، ورد نتنياهو «هل تستطيع سوريا أخذ الجولان بالقوة؟»، قال كلينتون كلا، فقال رئيس الوزراء الإسرائيلي لماذا أعطيهم ما لا يستطيعون أخذه بالقوة.

السؤال والاجابة السالفة منهج تفكير ليس لبنيامين نتنياهو فقط، لكنه منهج تفكير العقل الجمعي لكيان تم بناؤه على اغتصاب الأرض، وتهجير أصحابها، وفرض سياسة الأمر الواقع في المنطقة.

ما حدث من جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الاحتلال، في مخيم جنين، وهي تتسلح بأحدث المعدات العسكرية، من الآليات والمسيرات بهدف ترويع أهل جنين الذين لا يملكون سوى الحجارة والإيمان بقيمة الأرض، نعم هم لاجئون في بلادهم ! لكنهم أكثر الناس فهما وإيمانا بقيمة الأوطان، أما المجتمع الدولي الذي يكيل دائما بمكيالين لن يخرج عن حدود تلك المفردات الدبلوماسية المقيتة، إنهم عرب ليسوا أوروبيين غربيين.

دعني عزيزي القارئ أطالع معك ذلك التقرير الذي أعده خبراء ينتمون للمنظمة الأممية ونشرته شبكة «سي إن إن» عن العملية العسكرية في جنين، قال خبراء أمميون إن الضربات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي تستهدف مخيم جنين للاجئين وقتل ما لا يقل عن 12 فلسطينيا قد تشكل جريمة حرب، وفقا لبيان الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي نشر يوم الأربعاء.

قال الخبراء إن «عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقتل وإصابة السكان بجروح خطيرة، وتدمير منازلهم وبنيتهم التحتية، وتهجير الآلاف بشكل تعسفي، ترقى إلى مستوى الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والمعايير المتعلقة باستخدام القوة وقد تشكل جريمة حرب.

وأضاف البيان: «بين 3 و4 يوليو، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، وأصابت أكثر من 100 فلسطيني، في واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.

الجرافات أجبرت آلاف الفلسطينيين على الفرار وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية والمنازل والمباني السكنية»، وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى أن "الهجمات كانت الأعنف في الضفة الغربية منذ تدمير مخيم جنين عام 2002».

لديّ سؤال يبحث عن إجابة لدى كل صاحب عقل وضمير، من الذي ينطبق عليه صفات الإرهاب الأطفال القابعون داخل المخيم، أم هؤلاء المدججون بالسلاح المقتحمون لمنازل المدنيين؟!

ويواصل البيان الأممي: «ولفت البيان إلى تقارير متعددة حول منع سيارات الإسعاف من دخول مخيم جنين لإخلاء الجرحى ما أعاق وصولهم إلى المساعدة الطبية، كذلك قرابة 4000 فلسطيني فرّوا من مخيم جنين ليل الاثنين والثلاثاء بعد الضربات الجوية القاتلة، واستنكر ما يسمى بعمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، إن الهجمات لم تجد أي مبرر بموجب القانون الدولي».

ووفقا لـ « فرانشيسكا ألبانيز»، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، و«بولا غافيريا بيتانكور»، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا، وقالوا بحسب البيان: «من أجل إنهاء هذا العنف المستمر، يجب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي. لا يمكن تصحيحه أو تحسينه في الهوامش لأنه خطأ في جوهره».

 

وبالرغم من اللغة الواضحة للبيان من الاحتلال، إلا أن الأمر لن يتغير في الجانب الاسرائيلي لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي لحكومة الاحتلال قضايا الفساد المتورط فيها نتنياهو، وهو ما يؤشر لموجة عنف قادمة للخروج من المأزق الداخلي، وعلى الجانب الفلسطيني قد يكون الشرارة التي تشعل انتفاضة جديدة خاصة بعد تصريحات نتنياهو برفض حل الدولتين.

علينا إدراك أن الهرولة تجاه الكيان والتطبيع الدافئ لن يحمل إلا مزيدا من البطش، والطمع في الأراضي العربية، وإسالة دماء النساء والأطفال.

 

 

 

 

       

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa