الإثنين 25 نوفمبر 2024

في ذكرى ميلاد أحلام.. قصة زواجها وطلاقها من الموجي

  • 26-9-2017 | 21:39

طباعة

كتب ـ خليل زيدان

من المؤكد أن الفنان إنسان مرهف المشاعر والأحاسيس، فطبيعة عمله تتطلب كثيراً تجسيد المشاعر الإنسانية، فإذا اختلف يوماً مع أي شخص ووصل الخلاف لقسم الشرطة أو لساحة القضاء، فمن المؤكد أن مجريات الحياة قد أوصلته لذلك، فنحن بشر ولسنا ملائكة، وتلك هي المنظومة التي خلق على أساسها الكون "الشيء ونقيضه" ، أي أن الحياة لا تسير أبداً على وتيرة واحدة.

في ذكرى ميلاد المطربة أحلام، نلقي الضوء على أسباب هجير الصيف الذي أصاب ربيع حياتهما وأدى إلى انفصالهما، وكان اللقاء الأخير بين رجال الشرطة.

مطربة الأسرة

تعتبر الفنانة أحلام من الرعيل الثاني للعصر الذهبي لنجوم الطرب، وصوتها من أجمل الأصوات النسائية في مصر، فهو كصوت الحرير، يمتاز بنعومة غير طبيعية، ويشعر من يستمع إلى صوتها أن أحلام إحدى أفراد أسرته، لذلك أطلقوا عليها لقب مطربة الأسرة، لما غنته من أغان تمس طبيعة الأسرة المصرية، ومن تلك الأغاني "اصحى يا محبوبي" و"أختي" و"ارجع لولادك" و"بنتي الجميلة" و"قربي ياختي وشوفي بختي"، وأيضاً تعتبر أحلام أشهر مطربة غنت للأفراح، فمن أغانيها التي لا ينساها المصريون أغنية "زغروتة حلوة رنت في بيتنا" و"أين عروسي" و"توب الفرح يا توب" و"شربات الفرح" و"ما رضيش أبويا ـ وقفوا الخطاب" و"يا بيت أبويا محبتك في عنيا".. ومن أشهر أغانيها العاطفية "يا عطارين دلوني" ومن أغانيها الوطنية "يا حمام البر سقف" ومن أغانيها الدينية "بيوت الله بذكر الله سهرانة".

زواج الموجي وأحلام

أما الموسيقار محمد الموجي فهو ساحر الأنغام، الذي أضاف للموسيقى العربية لوناً مميزاً من الأنغام الشرقية، وقد اشتهرت ألحانه بين كثير من المطربين منهم عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وغيرهم، وقد اقترن الموسيقار محمد الموجي بالمطربة أحلام عام 1957 وكان الزوج الثاني في حياة أحلام، ورغم أن الزواج تم على اتفاق وتفاهم إلا أنه لم يدم طويلاً، بسبب حبها الشديد للموجي ومحاولتها الاستحواذ على كل وقته، ولم تع أنه فنان عليه أن ينتج ويبدع لجمهوره، فقد حدث في نهاية العام خلاف بينهما وقام الشاعر الغنائي الكبير مرسي جميل عزيز صديق الموسيقار محمد الموجي بدور حمامة السلام بينهما، واحتفل الموجي وأحلام سوياً بفرحة العودة في ليلة رأس السنة من نفس العام، ثم بدأت نهاية قصتهما.

بداية النهاية

في يوم السبت 4 يناير 1958، عند الثانية والنصف ظهراً، اتصل الموسيقار الموجي بزوجته أحلام ليخبرها أنه سيتأخر حتى الرابعة عصراً بسبب انشغاله، وفي الرابعة عاد إلى شقته ليجد الباب مغلقاً والمفتاح لا يفتح، وطرق الباب طويلاً حتى خرج خادم من الشقة المقابلة وأدخله ليصل إلى باب خلفي للخدم لشقته وقد وجده أيضاً مغلقاً، وفي اليوم التالي ذهب الموجي إلى محمد الملاح شقيق أحلام ليسأله عنها، فأخبره أنها في الإسكندرية، وفي الظهيرة اصطحبا نجاراً إلى الشقة وقام بفتح الباب، وبعد دخولهما وجدا كل أبواب الحجرات مغلقة، فانصرفا على أن يذهب الشقيق لإحضار أحلام من الإسكندرية وقد أعطاه الموجي ثلاثة جنيهات تكاليف السفر.

في قسم الشرطة

وفي يوم الإثنين 6 يناير، ذهب الموجي إلى الشقة وسأل البواب عن أحلام، ولكنها لم تكن قد عادت، فاتجه الموجي إلى قسم شرطة قصر النيل ليحرر مذكرة يطالب فيها أحلام بأن ترد له ملابسه التي تغلق عليها الشقة، وحدد له رجال البوليس يوم الأربعاء ليقابل زوجته في القسم ويتسلم ملابسه، ونبه رجال البوليس على شقيق أحلام ضرورة حضورها ومعها ملابس الموجي في الموعد المحدد، وفي يوم الأربعاء، عادت أحلام إلى شقتها، وسارعت بطلب شرطة النجدة للإبلاغ عن سرقة ملابس زوجها محمد الموجي، وأخطرت شرطة النجدة قسم قصر النيل بالحدث، وما أن حضر الموجي في الموعد المحدد لاستلام ملابسه حتى طلب منه رجال البوليس الذهاب إلى الشقة للتحقيق معه لأن أحلام تتهمه بأنه اقتحم الشقة وأخذ ملابسه.

بلاغ كاذب

في حضور أحلام والموجي وشقيقها، باشر اليوزباشي مصطفى الهمشري التحقيق، فأجاب شقيقها بأن الباب كُسر وفُتح القفل الذي وضعه هو والموجي، وسأل الهمشري : "كيف كُسر الباب وأغُلق من جديد؟" فأجابت أحلام: "الباب انفتح واتقفل بالمفتاح"، ثم سألها الضابط عن المفتاح فأجابت أنه في غرفة السفرة، وانتقل الضابط معها إلى غرفة الطعام، ليجد كل المفاتيح ما عدا مفتاح غرفة النوم التي تحوي ملابس الموجي وملابسها، وأجابت أحلام بأنها كانت تخفي مفتاح غرفة النوم في الثلاجة، ولاحظ الضابط تضارب أقوال أحلام وشقيقها، فاستدعى فريقًا من رجال المباحث وضباط قسم قصر النيل الذين استمعوا لرواية الموسيقار الموجي وأكد لهم مكان وجوده في الأيام السابقة واتهم أحلام بإخفاء ملابسه واتهامه كذباً باقتحام الشقة.

أخلاق الموجي

انتهى التحقيق إلى أن الموسيقار الموجي مجني عليه وسُرقت وملابسه، واتهام أحلام وشقيقها بالبلاغ الكاذب ضده، وحاول المقربون منهما التوسط لتسوية النزاع وأن يتنازل الموجي، لكنه أكد أن أحلام هي التي أبلغت الشرطة، ولن يتنازل إلا إذا حصل على ملابسه كاملة وكل ما يخصه في الشقة، وفي العاشرة من مساء اليوم التالي، ذهبت والدة الموجي وشقيقته وابنها إلى الشقة وحصلوا على كل ملابسه وما يخصه بها، تحت إشراف رجال الشرطة الذين هموا بأن يصحبوا أحلام إلى القسم بتهمة البلاغ الكاذب، على الفور، طلبت والدة الموسيقار الموجي بأن يتنازل عن حقه حتى لا تذهب أحلام إلى القسم فتنازل، لتنتهي قصة زواجهما ويعود الموجي إلى زوجته السيد أم أمين وأولاده في بيته القديم في العباسية، حيث غمرت الفرحة البيت برجوع الزوج والوالد إليه.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة