شهد سوق السيارات في الفترة الأخيرة، حالة ركود شديدة، نتيجة ارتفاع أسعار الدولار والجمارك، الأمر الذي ترتب عليه، قيام التجار بتقليل نسبة الاستيراد من الخارج بنحو 50% أو أكثر، لعدم وجود رأس المال الكافي لكي يقوم بالشراء بنفس نسب الأعوام الماضية، بالإضافة إلى أن المواطن أصبح ليس لديه القدرة على تغير السيارة كل فترة.
وتصل نسبة بيع السيارات خلال الفترة الحالية مقارنة بالعام الماضي نحو 40%، وذلك حسبما أوضح رئيس شعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية اللواء عفت عبد العاطي، خلال حواره مع الهلال اليوم.
وإليكم نص الحوار :
حدثني عن حالة سوق السيارات خلال الفترة الحالية؟
السوق المصري يشهد تراجع في المبيعات بنسبة 60%، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الدولار و الجمارك على السيارات، فيجب على البنوك التدخل لانعاش السوق المصري من جديد، والقيام بدورها، فمن المفترض أن تقوم بتقديم تسهيلات للمواطنين للحصول على السيارة، وبذلك يكون التاجر بعيد عن عملية التقسيط ويحصل على حقه من أجل القدرة على الشراء مرة أخرى.
ولكن البنوك بالفعل تقوم بالإعلان عن قروض سيارات للمواطنين .. فأين المشكلة هنا؟
بالفعل تقوم بتقديم تسهيلات، ولكن تضع شروط صعبة على المواطنين، وهي تسديد 60% من سعر السيارة وتقسيط الباقى وهو ما لا يتناسب مع مستويات الدخل حاليا، الأمر الذي يجعل التاجر بتقديم تسهيلات من أجل البيع.
ذكرت أن نسبة بيع السيارات خلال الفترة الأخيرة تراجعت بنحو 60% .. وهذا يتنافى مع احصائية "أميك" والذي يوضح تراجع نسبة البيع بنحو 48% ، فأيهما أصح؟
احصائية أميك غير سليمة، فهي تستند على تقارير الجمارك، فهناك الكثير من السيارات تدخل مصر ولكنها لا تباع، والدليل على ذلك إذا سرت على طريق مصر اسكندراية الصحراوي ستجد الألف من السيارات غير مباعة.
لذلك نطالب من الإدارة العامة للمرور، باصدار احصائية عن السيارات التي تم بيعها كل شهر، وذلك من خلال التراخيص التي تصدر.
كم نسبة استيراد السيارات من الخارج خلال الفترة الحالية؟
نسبة قليلة جدا ، فالمستورد أصبح لا يستورد إلا ما يحتاجه الزبون، ولم يعد يقوم باستيراد كميات كبيرة مثل السابق، فالسيارات ارتفعت بنسبة 150%، وبتالي انخفضت نسبة رأس المال لدى التاجر، كما أن البنوك ساعدت على خفض نسبة المبيعات عن طريق رفع سعر الفوائد على القروض.
حدثني عن السيارات الصيني التي اعلن عنها وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل؟
دخول الشركة الصينية لصناعة السيارات "فاو" السوق المصرية، سيكون لها دور قوي في تعزيز الصناعة المحلية في السيارات، فتعد صناعة السيارات الصينية من أفضل الصناعات لديهم ولها مواصفات جيدة من صغر الحجم وانخفاض سعرها، الأمر الذي سيجعلها مناسبة للسوق المصري خلال الفترة المقبلة، كما أنني تعاملت مع شركات الصينية وكانت من أفضل أنواع السيارات التي دخلت مصر.
ما هي نوع السيارة التي يحتجها السوق المصري خلال الفترة القادمة؟
السوق المصري يحتاج إلى سيارة تتراوح قوتها ما بين 1300 إلى 1600 CC ، والتي سيسجل سعرها ما بين 150 ألف إلى 200 ألف، فمن وجهه نظري ستكون سعرها مناسب في السوق المصري وغير مكلفة.
هل ترى أن معرض أوتوماك فورميلا 2017 ، الذي اقام خلال الأسبوع الماضي، سينعش سوق السيارات خلال الفترة المقبلة؟
اتوقع أنه سيعمل على تشجيع حركة السوق خلال الفترة المقبلة، فتلك المعارض تنعش الأسواق.
ما هي المشاكل التي تواجه التجار خلال الفترة الحالية؟
أبرز المشاكل هي ارتفاع أسعار الجمارك والدولار، بالإضافة إلى تراجع دور البنوك في تقديم تسهيلات للمواطنين للحصول على سيارة، وعدم المعرفة الدقيقة لنسبة البيع خلال كل شهر.
كما أن يتعرض مندوب معارض السيارات خلال الذهاب لترخيص سيارة لسجن، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على نمر تجارية.
لذلك تقدمنا بثلاثة مذكرات إلى الإدارة العامة للمرور، باستخراج تصريح للمندوب من أجل ترخيص السيارات الجديدة، ومذكرة أخرى للتسهيل الحصول على نمر تجارية لكل معرض، ومذكرة أخيرة للحصول على احصائيات بنسبة البيع كل شهر .
من وجهة نظر حضرتك أيهما عليهم نسبة بيع خلال الفترة الحالية المستعمل أم الجديد؟
نسبة بيع المستعمل ارتفعت خلال الفترة الماضية ، وتراجعت نسبة بيع السيارات الجديدة، لارتفاع اسعارها، كما لجأ البعض إلى بيع سياراتهم خلال الفترة الحالية.
هناك مزادات تقام سيارات تخليص جمارك فما رائيك فيها؟
السيارات المعروضة خلال مزادات الجمارك والتي تقيمها الهيئة العامة للخدمات الحكومي، هي في الأساس سيارات دخلت البلاد بصورة مؤقتة وتنازل أصحابها عنها بسبب ارتفاع تكاليف الجمارك عليهم، وعلى المواطنين تواخي الحذر أثناء شراء تلك السيارات، فبنسبة 90% من تلك السيارات يكون قديم ومستعمل.