الأربعاء 22 مايو 2024

موعدنا في باريس 2024

مقالات9-7-2023 | 18:06

كنت وسأبقى ضد التطرف الذي يظهره البعض عقب المواجهات المغربية المصرية، لأنه لا يعبر عن الوجه الحقيقي للعلاقات بين البلدين. 

طبيعي جدا ألا يعكس ذلك وجه الحقيقة، لأنه اعتمد جزءا منها وليس كلها، وإن كان من الصعب أن يجمع المرء الحقيقة من أطرافها. 
 أشرت في مقال سابق قبل مباراة الوداد البيضاوي والأهلي إلى أن الأرض لن تتبدل أيا كان المتوج باللقب القاري.

وبعد مباراة نهائي كأس إفريقيا لأقل من 23 عاما، التي جرت يوم السبت الماضي وانتهت بفوز وتتويج المغرب باللقب القاري، تذكرت سفيرًا مصريًا سابقا قال لي علينا أن نكثر من المواجهات المغربية المصرية في كرة القدم، ليصبح الفوز أو الهزيمة عاديين.

قال ذلك لإيمانه أن كثرة المواجهات من شأنها أن تقلل منسوب الضغوط والمشاحنات التي تقع على صفحات الصحف بعد انتهاء المواجهة، لم يحدث ذلك لأنه فكرة رجل وضع الأخوة والعلاقات بمختلف مناحيها على رأس الأولويات، لكن التنفيذ ليس من اختصاصه.
تذكرت السفير لأنه عبر عن امتعاضه من تحميل مواجهة كروية أكثر مما تحتمل، قبل عصر الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الحقيقة ضائعة بالفعل، وأضحى الخروج عن النص علامة مميزة لعصرنا هذا.


لا أقلل من شأن اللقب الذي توج به المنتخب المغربي، لكن قبل المواجهة لم أكن تحت الضغط، لأن أهم شيء حدث قبل المباراة، وهو تأهل منتخبين عربيين للنهائي، وأيا كان الطرف الفائز سيكون اللقب عربيا، وسيكون الطرفان ممثلين لأفريقيا في الأولمبياد، وهذا مهم أيضا.
لا أحب كثيرًا استعمال المصطلحات العسكرية في الرياضة، لكن ما حدث في بعض المواقع هو بالفعل حرب لن تغير الواقع، وتسيء للواقع العربي المرير، وتنسينا الكثير من الأمور الجميلة، ضمنها أن المواجهة بعثت رسائل مطمئنة بخصوص مستقبل منتخبي البلدين، وأن بعض المواهب أبانت عن استحقاق حمل مشعل المنتخب الأول، وأن اللقب القاري سيظل عربيا.
اطلعت عبر الفايس على حديث الحكم المصري جريشة، اعتبر خلاله أن الحكم لم يكن مؤثرا على النتيجة، وهذا يبعث على الارتياح لأن من شأنه طمأنة المصريين المتذمرين الذين اعتبر شعورهم عاديا، لأنه يعبر عن حب الخير للوطن، لكن الإيمان وحب الوطن لا يمكن أن يلغي حب الآخر لوطنه وإطلاق شرارة تبادل السباب.
قد أعتبر ما يصدر عن العموم في وسائل التواصل الاجتماعي عاديا، لكن انخراط الإعلاميين أيا كان انتماؤهم ودافعهم مرفوض رفضا مطلقا.
رغم التتويج ظل مدرب المنتخب المغربي هدفا لسهام النقد، لكن مبالغة بعض الأشقاء المصريين في المظلومية والتراشق عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون في صالح مدرب المنتخب المصري، الذي ساهم ببعض التصرفات في وضع اللاعبين تحت الضغط، وأثر سلبا على تركيزهم في بعض اللحظات، وهذا ينبغي أن يبرره للمسؤولين والجمهور، ولولا ثقة عناصر المنتخب المصري لكانت العواقب وخيمة.
بغض النظر عن كل شيء أقول لكل اللاعبين شرفتم المغرب ومصر والعرب، وكانت المواجهة جيدة وكل الأمل أن تكونوا في مستوى التطلعات في الأولمبياد.. موعدنا في باريس 2024.

صحافي مغربي