يتفاجأ عدد ليس بقليل من النساء، بالوقوع في حب رجل يترك جميع زمام الأمور في حكم والدته، أي ما يسمى "ابن أمه" فهي المتحكم الأول والأخير في جميع القرارات الخاصة بمصير حياته بعد الزواج وقبله، مما يحول الأمر لجحيم وخراب حقيقي، قد يصل لحد الطلاق والانفصال، ولكي نتجنب الوقوع في مثل هذه المشكلة، دعونا نستعرض مع استشارية أسرية، كيفية التعامل مع الرجل "ابن أمه"؟، ولماذا تعامل بعض النساء أبنائها بشكل يحولهم فيما بعد لرجال لا يملكون سوى الاعتماد عليهن؟....
ومن جهتها تقول الدكتورة دعاء محمد حسين استشاري نفسي ومرشد أسري وتربوي، أن مشكلة الرجل "ابن أمه" من أكثر المشكلات الأسرية التي تسبب خراب للكثير من البيوت، وتدميرها حرفياً، حيث أن الأم تتدخل بشكل كبير في خصوصيات الأبن واختياراته، بشكل يجعله عاجزاً عن إدارة حياته ومملكته الخاصة المتمثلة في شريكة حياته وأسرته، وهناك أسباب تعود للأم تسبب في نشئة هذا الرجل "ابن أمه"، وهي إنجابها له بمفرده دون إخوه مما تجعلها تخشى على وحيدها بشكل مفرط، كما أنها تركز في غمر ذلك الطفل الصغير بالدلال والدلع، والتدخل في كل تفاصيل حياته بداية من اختيار ملابسه لمدرسته لأصدقائه، وصولا لشريكة حياته، اما السبب الثاني فهو ولادة ولد وحيد مقابل بنتين أو أكثر، وهنا نجد أن الأم تميز في المعاملة وتفصل بينه وبين إخوته وتحقق له جميع رغباته.
وتضيف استشاري نفسي ومرشد أسري، أن هذه التربية والطريقة التي تعامل بها الأم إبنها، تخلق منه رجلاً مسلوب الارادة، وضعيف الشخصية، ولا يمتلك حسن التصرف مع أصدقائه وعلاقاته، لأننا من المفترض أن نربي أطفالنا منذ نعومة أظافرهم على الاستقلالية والثقة في النفس وليس الاعتمادية، حيث تجد الأم أن تدخلها في حياة إبنها هو حق من حقوقها، فنراها تتدخل في كل خطوة من خطوات بناء حياته الجديدة مع شريكة الحياة، ويتملكها حالة نفسية عندما يقوم بإتخاذ قرار الخطبة او الزواج، تجعلها تشعر بأن هناك شريك سيأخذ إبنها منها دون رجعه، مما يجعلها تسيطر على كل إتجاهاته وتشتتها لتجعل الزوجة أو العروس تتخذ قرار الانفصال أو الطلاق، لعدم القدرة على إيجاد حل منطقي يحسم تلك الأزمة.
وأكدت على ضرورة إتباع بعض النصائح، كي نتجنب تلك المشكلة ونستطيع التعامل مع الرجل "ابن أمه":
- بالنسبة للأهل فلابد من إطالة فترة الخطوبة لبناتهن، لمنح الفرصة لهن كي يدرسوا شخصية الشاب المتقدم، مع تبادل زيارات الأهل، والتي تكشف طباع وعادات كل أسرة عن الأخرى، كي نبني حدود وقوانين من البداية، أو نبتعد عن الأشخاص الغير ملائمين لنفس ظروفنا وعاداتنا.
- بالنسبة للزوجة التي إكتشفت أن شريك حياتها هو رجل "ابن أمه"، عليها بالصبر معه ومحاولة بناء حدود لحياتهم الخاصة، وعدم التسرع في طلب الطلاق وتدمير الأسرة، وان تعتبر أمه بمثابة والدتها وتتغاضى عن بعض تدخلاتها، وأن تقنع زوجها بأسلوب هادىء وعقلاني بأنه لابد من عمل إطار وقوانين للبيت لا يتدخل فيها أحد.
- أن تعي الأم أن حياة أبنائها ونجاحهم بمفردهم، هو حق لهم، وليس لها سوى إعطاء النصيحة والإرشادات العامة، دون تدخل في اختياراته او قراراته.
- على الأم أن تعلم جيداً، أن خراب البيوت وتشريد الأبناء، ليس أمراً يسيراً، وأن تضع نفسها مكان زوجة أو خطيبة إبنها، وترى بكل عقلانية ومنطق، هل هتتحمل مثل هذة التدخلات أم لا.
- على كل أم أن تساعد إبنها في إدارة حياته الخاصة، وتتركه يخوض تجربة الزواج بطريقته الخاصة، ويحقق السعادة الزوجية، دون ان تفرض عليه الضغوط النفسية والعصبية، بتدخلها الزائد في حياته وزوجته واولاده، وسيطرتها الكاملة عليه.