الإثنين 29 ابريل 2024

مضمون الحوار وآليات التنظيم الوطني


أحمد كامل البحيرى

مقالات10-7-2023 | 10:26

أحمد كامل البحيرى

● استمرار حالة الحوار بشكل عام باعتبار ما هو قائم جولة أولى يمكن البناء عليها والاستفادة من التجربة بتصحيح بعض المسارات الإجرائية أو مزيد من الموضوعات الأكثر دقة وحساسية
منذ انطلاق الدعوة للحوار الوطنى أبريل 2022، وعلى مدار 14 شهرا، شهدت الساحة السياسية الكثير من الجدل حول مضمون الحوار وآليات التنظيم والدعوة والجلسات والمخرجات المحتملة، هذه الحالة الجدلية فى حد ذاتها طريق رئيسى فى تشكيل المجال العام، بل تعتبر مخرجا فى حد ذاتها.
نعم هناك الكثير من التباينات بتحليل المشهد ومساره ولكن فى اعتقادى أن الحدث الرئيسى فى فكرة الحوار، فمع انقطاع التواصل السياسى بين مكونات البيئة السياسية لفترات طويلة مصحوب بنظرة عدم ثقة بين الجميع، أضفت مشهدا راكدا لا يستفيد منه غير بعض الأطراف والقوى الإقليمية والدولية والتى تسعى لمزيد من تأزم المشهد وليس الحل.
وهو ما جعل من فكرة الحوار ذات قيمة مزدوجة إعادة إحياء المشهد السياسى وفتح نسبى للمجال العام ومن ناحية أخرى قدرة القوى المدنية الديمقراطية فى الداخل لإعادة بناء جسور من الثقة المتبادلة بما فيها أطراف لديها تحفظات علي بعض محاور الحوار.
فهناك مدخلان رئيسيان لفهم وتقييم مسار الأربعة عشر شهرا الماضية، الأول هو حصر الحوار في جلساته ومحاورة ومخرجاته، والثانى الحالة المصحوبة بالحوار فى المجال العام.
كلا المدخلين صحيان فى فهم وتقييم الأربعة عشر شهرا الماضية والوضع الجارى والمستقبلى، ولكن الفهم الأكثر دقة ووضوح هو الجمع بين المدخلين نعم تقييم جلسات الحوار ومخرجاته المحتملة_وبعضها تم إعلانه نتيجة الإجماع بين القوى السياسية عليه والنسبة الأكبر ما زالت قيد الحوار الجارى_مدخل مهم ولكن الفهم الأشمل يرتبط بجمع المسارين فالحديث عن المخرجات دون الأجواء المصحوبة بحالة الحوار يؤدي إلى إصدار قوانين وتشريعات مهمة ولكنها يمكن أن تفقد أهميتها لعدم انعكاسها وارتباطها بالمجال العام، أي الفهم والتقييم مرتبط بالجمع بين المسارين.
حتى الآن وبعيد عن السعى للصورة الكاملة إلا أن جلسات الجوار من الناحية التنفيذية تسير بشكل جيد على الرغم من إطالة المدة والتى اقتربت من 14 شهرا ما بين تحضير الجلسات وتنفيذها إلا أن هذه المدة الطويلة نسبيا فى اعتقادى كانت شيئا إيجابيا ساعدت بشكل نسبى فى التأثير على الحالة المصحوبة بالحوار الوطنى فى شكل فتح نسبى للمجال العام، وهو ما أكد فرضية الترابط بين المدخلين وأصبحت أقرب أن استمرار حالة الحوار يساعد وبشكل حقيقى في مزيد من فتح نوافذ بالمجال العام بمكوناته ومساراته المختلفة.
على الرغم من حدوث تباطؤ حالى فى بعض الملفات العامة الخاصة بفاعلية لجنة العفو الرئاسى، ولكن أصبح الحوار مدخلا رئيسيا لإعادة تفعيلها والمساعدة فى مزيد من النقاط المتراكمة والتي يمكن القياس عليها بالمجال العام.
ما زال الحوار الوطنى بجلساته وموضوعاته المختلفة مازال جاريا وهناك الكثير من الملفات والموضوعات التي لم يتم تناولها بعد أو الاتفاق على مخرجاتها إلا أن بعض الموضوعات التي خرجت خلال الأسابيع الماضية وهى إنشاء مفوضية التمييز، والإشراف القضائى الكامل على الانتخابات فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، تشير إلى إمكانية حدوث توافق أكبر على بعض النقاط والموضوعات الأخرى، مع استمرار تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى لخروج المزيد من المحبوسين، والاتفاق على تعديل بعض المواد الخاصة بالحبس الاحتياطي والتي يمكن أن تساعد كثيرا في مزيد من الفاعلية السياسية المصحوبة بحالة الحوار الوطنى.
نعم مازال الحوار الوطنى مستمرا حتى وإن اقتربت محطته النهائية خلال الأشهر الثلاثة القادمة، كما أشار إليه منسق عام الحوار الوطني الأستاذ ضياء رشوان، إلا أن استمرار حالة الحوار بشكل عام باعتبار ما هو قائم جولة أولى يمكن البناء عليها والاستفادة من التجربة بتصحيح بعض المسارات الإجرائية أو مزيد من الموضوعات الأكثر دقة وحساسية، سيساعد على مزيد من فتح المجال العام وتعزيزه وبناء الثقة وهو الهدف الرئيسى فى اعتقادى من حالة الحوار.

Dr.Randa
Dr.Radwa