السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

الحوار الوطني.. أداة وطنية جامعة


  • 10-7-2023 | 10:58

زكى القاضى

طباعة
  • زكى القاضى

 فى محاولة لصناعة مساحات مشتركة بين الجميع كما هو شعار الحوار الوطنى منذ انطلاقه، قررنا مخاطبة القوى المتباينة بهدف الوقوف على مقترحاتهم ومناقشتها بشكل علنى فى الجلسات
الشباب لديهم من يعمل بجهد وبإخلاص وبتطوير لأدواته، بعيدا عن أى مظاهر للواسطة والمجاملات وغيرها من الأمور التي قد يظن البعض أنها وسيلة للترقى والوصول

يعتبر الحوار الوطنى بمثابة الأداة الوطنية الأعظم خلال السنوات الحالية، حيث يستهدف تعظيم المكون المحلى في الحياة السياسية والعامة المصرية، و ذلك عبر اكتشاف كوادر جديدة فى كثير من المسارات، عبر المناقشات التى تتم فى لجان الحوار الوطنى والتى وصلت لـ 19 لجنة، تناقش 113 قضية، تم فرزهم بعد قراءة وتحليل آلاف المقترحات التي وصلت للأمانة الفنية من القوى السياسية والحزبية، وقوى المجتمع المدنى والشخصيات العامة والإعلاميين، وغيرهم من الفاعلين فى المشهد العام، وأتذكر حينما وجه الرئيس السيسى الدعوة للحوار الوطنى تذكرت عبد الرحمن الكواكبى حينما قال " ما بال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ..ويرفعون الالتباس ويفكرون بحزم ويعملون بعزم ولاينفكون حتى ينالوا مايقصدون".

 

وثائق تكشف قيمة المصريين

 حسبما توفر لى من وثائق تخص الحوار الوطنى، في ملف الشباب تحديدا، يمكن إضافة كثير من المواطنين للمشهد الحالي في الحوار الوطنى، وذلك لأن هناك عشرات المواطنين ممن تقدموا بمقترحات عملية يتوفر فيها أركان التحقيق الواجب اتخاذها من الدولة، و ترتقى تلك المقترحات لتتساوى مع القوى السياسية والحزبية المشهورة في مصر، و قد قررت حينما توليت موقع مقرر مساعد لجنة الشباب بالحوار الوطنى، أن أقف على كافة تفاصيل المقترحات، فاكتشفت عدة أمور رئيسية فى تلك المقترحات، وكلها تسير فى فلك أن مصر تمتلك قيما عظيمة، وأشخاصا قادرين على طرح رؤيتهم متى توفرت لهم الفرصة المناسبة، والحوار الوطنى يعد الأداة الوطنية الجامعة لتحقيق تلك الفرصة.

 

مواطنين على قدر المسئولية

 

أول الأمور وأهمها من وجهة نظرى، هو اهتمام بعض المواطنين بإرسال مقترحات متكاملة فى ملف الشباب، بهدف دعمهم وتحقيق الفائدة القصوى من الشباب، وقد تعاملنا مع هذا الأمر بإرسال دعوات حضور لكافة المواطنين ممن تقدموا بمقترحات، بهدف الاستماع إليهم وشرح وجهات النظر الأخرى حول تلك المقترحات، وحتى تتحقق الفرصة بشكلها الأمثل لصاحب المقترح، وتعود الفائدة على الوطن ككل.

أندية صغيرة فى الحجم.. عظيمة فى القيمة

 

أيضا هناك أندية صغيرة فى بعض المحافظات، تقدمت بمقترحات يمكنها أن توفر حالة من الرضا داخل الوسط الرياضى وقطاعات الشباب، على عكس أندية شهيرة وكبيرة لم تهتم بأن ترسل مقترحاتها للحوار الوطنى فى ملف مهم مثل الشباب والرياضة، وأيضا قمنا بمراسلة تلك الأندية بهدف الوقوف على رؤيتهم بشكل كامل، فى محاولة لتطبيق ما تم طرحه، ومراعاة المعوقات، ومحاولة التغلب عليها، وبذلك نكون قد حققنا المساحة المناسبة فى الحوار الوطنى، لإشراك الجميع فيما نطرحه علانية وبكل شفافية.

 

قوى سياسية وحزبية تتراجع عن أداء دورها

 

من الأمور الخطيرة أيضا داخل لجنة الشباب، هو اكتشاف غياب قوى سياسية وحزبية كبيرة على الساحة عن إرسال مقترحاتهم حول ملف الشباب، وهو الملف الذى يعتبر جوهر الحياة السياسية فى مصر، وفى محاولة لصناعة مساحات مشتركة بين الجميع كما هو شعار الحوار الوطنى منذ انطلاقه، قررنا مخاطبة تلك القوى المتباينة بهدف الوقوف على مقترحاتهم ومناقشتها بشكل علنى في الجلسات، وذلك لتحقيق مبدأ طرح الأفكار ومناقشتها بهدف تحقيق توصيات منطقية وعلمية وعملية، يمكن دمجها فى التوصيات النهائية التي ترفع للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

آلاف المقترحات تفتح الباب أمام الابداع

وحينما نتحدث عن الشباب وأفكارهم، فقد وصل إلينا داخل لجنة الشباب آلاف المقترحات المتنوعة في كافة المسارات تقريبا، وقمنا نحن و الزميل أحمد فتحى مقرر اللجنة، بخطوة استباقية خلال الشهور الماضية، حيث أجرينا عدة جولات في المحافظات والجامعات، بهدف جمع مقترحات أكثر لمحاولة قراءة المشهد من القاعدة وحتى مستوى الخبراء والمتخصصين، وذلك حتى تكتمل الصورة ونحقق منها الهدف المطلوب، فدعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى فى أبريل 2022 كانت دعوة صادقة وفيها مكاشفة حقيقية، لذلك كان علينا مسئولية الاستيعاب والسير فى فلكها، والتجاوب معها بكل جهد ووقت لتحقيق النتائج المطلوبة، وذلك حتى نصنع تلك الأرضية المشتركة التى يمكن البناء عليها.

 

الاختلاف مطلوب ولكن على أرضية مشتركة

يقول يونس بن عبد الأعلى في سير أعلام النبلاء للذهبى، حينما اختلف مع الامام الشافعى، يؤكد أن الامام التقاه بعدما اختلفا، فقال له الشافعى، يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون أخوة، ونختلف على مسألة واحدة، وهى القصة التى يتم تداولها على كثير من مواقع التواصل الاجتماعى بتطوير فى اللغة والحوار، وجوهرها الأساسى أن هناك دائما فرصة للاختلاف فى الآراء، لكن هذا لا ينتقص من الأرضية المشتركة والوطنية للجميع فحسبما نرى فى مجريات عمل لجنة الشباب، وهم أصحاب اللغة والأداء الأكثر تحررا من الآخرين فى اللجان الأخرى، فهناك طموح شخصى لدينا بأن تكون تلك الجلسات مثمرة، ولديها أريحية في الطرح، وتجاوب مع كافة المعطيات فى الدولة، ومحاولة إيجاد وسائل مبتكرة تحمل قيم الابداع والمرونة، لمحاولة طرحها فى التوصيات النهائية التى ترفع لمجلس الأمناء، ومنه ترفع للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

أصحاب المضمون يخلدون اسمهم في التاريخ

وحتى يتيقن الشباب في المرحلة وأدواتها، يجب أن نعيد ونذكر بأن هناك قطاعات كبيرة من الشباب في هذه المرحلة لديهم مضمون حقيقى، ورغبة في تحقيق الأفضل للوطن، بعيدا عن أي مظاهر سلبية قد يضر بها البعض أجيال الشباب المتعاقبة، وبمعنى أدق وأكثر وضوحا، فالشباب لديهم من يعمل بجهد وباخلاص وبتطوير لأدواته، بعيدا عن أي مظاهر للواسطة والمجاملات وغيرها من الأمور التي قد يظن البعض أنها وسيلة للترقى والوصول، لذلك فنحن نطلب من الجميع مشاركتنا في تلك المسئولية، عبر طرح الآليات الحقيقية والوطنية، التي يمكنها أن تفيد المواطنين جميعا، وتستوعب أدوات الدولة الحالية وأفكارها وامكانياتها.

 

وعموما اجمالا لما سبق ، فانني اختتم مقالي الذى يعبر عن قناعاتى الشخصية المعلنة فى طبيعة الحال.. قائلا و بكل صدق  "لسنا أبناء التأويل والقيل والقال، بل جيلنا ما زال فيه زمرة من أصحاب القيم الذين يعرفون مضمون أنفسهم وبلدهم بشكل حقيقي .. و سيواصلون السير في قناعاتهم رغم التباس بعض المشاهد وبعض المؤديين للأدوار، لأن كل قراءات التاريخ تؤكد أن أي طرف مصطنع في أي اتجاه هو وسيلة  لتدمير المسارات و لا فائدة منه، فالوظيفة تختلف عن السياسة، و لصناعة مناخ سليم  يجب أن تغلق الابواب  أمام النقالين و المأولين.

الاكثر قراءة