الثلاثاء 21 مايو 2024

كتلة الحوار كيان استثنائي يتسع للجميع


محمد عبد المجيد

مقالات10-7-2023 | 12:02

محمد عبد المجيد

جميع التيارات فى مصر تريد الانخراط فى حوار جاد من أجل تحقيق الأهداف المعلنة، فلا يوجد فرد واحد داخل هذه التيارات أُعلن استبعاده من الحوار

حينما عقدت جلسات الحوار الوطنى خرج من رحمها كيانات سياسية جديدة تتسق مع أفكار النقد البناء وتسعى للوصول إلى الهدف المنشود فى إحداث حالة من التوازن السياسى والفكرى من خلال طرح أفكار ورؤى مستقبلية تم عرضها خلال جلسات الحوار الوطنى التي تُعقد بصفة دورية، وولدت من رحم الحوار كيان "كتلة الحوار" الذى تم إعلان تأسيسه ليكون بمثابة الداعم الحقيقى للوطن والمواطن من خلال طرح أفكار وقضايا ومشاكل مع اقتراح الحلول لهذه المشاكل.
ويعد الحوار الوطني بمثابة لحظة أمل فارقة، تؤسس لانطلاقة حقيقية لوطن يساع كل أبنائه، حيث يظهر مسار الحوار الوطني إيجابي للغاية،  كما أن الحوار الوطنى الذى تولى إدارته والتنسيق له ضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين السابق أصبح من ثوابت الحياة السياسية المصرية في الوقت الراهن.

وهناك مكاسب عديدة للحوار، أهمها أنه لا توجد قوى سياسية واحدة ولا نقابة مهنية أو عمالية واحدة أو جمعية أهلية أو تيار شبابى أو حزب لم يشارك فى الحوار داخل مصر، فلا يوجد فرد واحد داخل هذه التيارات أعلن استبعاده من الحوار، وهو أمر يدل على أن جميع التيارات فى مصر تريد الانخراط فى حوار جاد من أجل تحقيق الأهداف المعلنة، كما أن هناك حرص من الأمانة الفنية ومجلس الأمناء لخروج جلسات اللجان بصورة مشرفة حتى تحقق الغاية منها فى استيعاب جميع الآراء داخلها والاستماع للجميع، وإتاحة مناخ مناسب لطرح المقترحات والأفكار.
وتجدر الإشارة بأن انعقاد الحوار الوطني في هذا التوقيت أمر مهم للغاية بعد فترة خمول سياسي استمر لسنوات طويلة، وهو أكثر إفادة للشأنين السياسي والاجتماعي،  كما أن فكرة الحوار ذاتها في أي مجتمع يدل على الحالة الصحية المجتمعية لتقارب وجهات النظر بين جميع الأطراف، وعليه وجب وضع جميع الأفكار المطروحة وأخذ المفيد منها لصالح الدولة دون قيد أو شرط.

وهناك تحديات فرضت نفسها علينا بسبب ما يحدث في العالم من حولنا، بالإضافة أيضا إلى التحديات الداخلية وطموحات المواطن المصري، فهي قضايا لابد أن تُثار على طاولة المناقشات، ومخرجات الحوار الوطنى بشكل عام حتى الآن تدعوا للتفاؤل، كما أنها تعد قبلة تتوجه إليها الأحزاب السياسية لمناقشة المواضيع التي تهم المجتمع المصري ويضعوا مخرجات قابلة للتطبيق،  كما أن حالة الزخم التي تحيط بجلسات الحوار الوطني، تؤكد على أهميته الشديدة في بحث كل هموم وقضايا الوطن، وذلك على جميع محاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية يؤكد أنه حوار شامل ويهم كل المواطنين المصريين وأيضا المراقبين للوضع السياسي والاقتصادي في مصر من الخارج مما يعكس صورة إيجابية حول صورة الوضع السياسي في مصر في المستقبل القريب خاصة بعد تردي الوضع السياسي في الفترات السابقة والتي كانت دائما علامة استفهام حقيقية حول وضع مصر الدولي والإقليمي بسبب هذا الملف.

ومما لا شك فيه أن الحوار الوطني يعكس حالة غير مسبوقة من التوازن والتنوع، هدفها الاختلاف من أجل الوطن وليس الاختلاف عليه من أجل خلق حياة سياسية أكثر تنوعا، وحالة نشطة من الديمقراطية في المجتمع المصري، ولم يتوقف التنوع الذي يشهده الحوار الوطني عند القوى والتيارات المشاركة فيه فقط، بل انعكس التنوع أيضًا على القضايا التي يتناولها الحوار، فقد تضمن جميع القضايا على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأما عن (كتلة الحوار) فهي تعد تحولا مهما فى الحياة السياسية المصرية وأيضا كيان استثنائي ولد في فترة عصيبة في تاريخ هذا الوطن بعد حالة الركود السياسي الذي استمر طويلا، ندعم فيها كل محاور وقضايا الحوار الوطني ونقدم فيها الحلول والبدائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجميع القضايا محل نظر جلسات الحوار الوطني ولن نكون بديلا عن كيان أو تحالفات أخرى فنحن نقدم نموذجا موضوعيا يمزج بين فكرتي المعارضة الموضوعية ودعم الأفكار البناءة للدولة ولم نؤسس لفكرة المعارضة من أجل المعارضة فالوطن يقف في لحظات فارقة يحتاج فيه لتكاتف الجميع حول البناء لا الهدم وأيضا خلق مساحة للوجوه الجديدة لكي تظهر على الساحة السياسية بدلا من الوجوه المعتاده وهنا يظهر في ذلك التنوع الإيجابي الذي يؤثر بالإيجاب على الحياة السياسية المصرية بكل أطيافها وكما ذكر من قبل الدكتور باسل عادل رئيس مجلس أمناء الكتلة بأننا نقدم حلولا وبدائل لمختلف القضايا والتحديات بعيدا عن تسجيل المواقف كمعارضة وعن التهليل والتأييد المطلق وهذا هو الهدف الأساسي التي أسست من أجله كتلة الحوار.