الأربعاء 26 يونيو 2024

اكتشاف المنهج الداعشى في تجنيد الأطفال

18-2-2017 | 12:19

كتبمصطفى المصري:

بعد اجتياح تنظيم داعش المتشدد لشرق الموصل، وسعيه لنشر الفكر المتطرف بين السكان هناك، كثف وسائله للتغلغل بين السكان، ووصل به الأمر إلى اقتحام دور الأيتام، بحثًا عن أطفال لتجنيدهم بصفوفه.

الأطفال اللذين شعروا بالغربة للمرة الأولى بعيدًا عن ذويهم، سألوا القائمين على رعاية دور الأيتام أين أهالينا، ليجدوا أنفسهم لاحقاً يتشبعون بالفكر الداعشى المتشدد.

عمل التنظيم الارهابى على  فصل الذكور عن الإناث والأطفال الأصغر سنًا، وأخضع الأطفال  للتلقين والتدريب على أن يكونوا “أشبالاً للخلافة” ليصبحوا شبكة من المخبرين والمقاتلين يستخدمهم المتشددون لدعم عملياتهم العسكرية.

كان المجمع القائم بـ”حى الزهور” فى الموصل والذى كان يضم أيتامًا من المنطقة واحدًا من عدة مواقع استخدمها المتشددون فى أنحاء المدينة، وهو الآن موصد بعد أن أغلقته قوات الأمن العراقية بالأقفال.

ولا يزال فى المجمع ما يذكر بمحاولة الجماعة غسل عقول عشرات الأطفال.

 وعلى أحد الجدران كُتب بطلاء أسود “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”. وفى داخل المبنى يوجد حوض سباحة غير أنه جاف ومليء بالنفايات.

ثقافة وحشية

فى غرفة أخرى تراصت كومة من الكتب الدراسية التى عدلها التنظيم لتناسب جوهر ثقافته الوحشية، وتستخدم المسائل الحسابية فى كتاب الحساب للصف الرابع أمثلة من الحرب فى حين وضعت على الغلاف بندقية تكونت من معادلات حسابية.

 أما كتب التاريخ فتركز فقط على سنوات الإسلام الأولى وتسلط الضوء على الغزوات.

كتاب آخر يحمل عنوان “الإنجليزية للدولة الإسلامية” ويتضمن كلمات اعتيادية مثل “تفاحة” و”نملة” إلى جانب “جيش”و “قنبلة” و”قناص”، ويشتمل الكتاب على كلمات أخرى مثل “شهيد وجاسوس والمورتر” إلى جانب “معبر مشاة” و”يتثاءب” و"إكس بوكس".

وجرى تصوير كلمة “امرأة” بشكل أسود غير محدد الملامح ويرتدى النقاب.

وكل الوجوه الموجودة بالكتب – حتى للحيوانات – مطموسة وذلك تمشيًا مع حظر تلك الصور بموجب أفكار التنظيم المتشددة.

وقال الموظف بالملجأ، الذى أجبر على البقاء بعد سيطرة المتشددين على المنطقة فى2014، إن الفتيات اللاتى نقلن إلى المركز كان يتم تزويجهن عادة لقادة الجماعة.

 وطلب الرجل عدم الكشف عن اسمه خشية انتقام التنظيم. كان الموظف، أصيب بالرصاص فىالساق خلال اشتباكات دارت فى الآونة الأخيرة.

وأكد وهو يقلب بين أصابعه حبات مسبحة باللونين الأسود والأصفر: “بعد 6 شهور فى المعسكرات عاد بعض الأولاد لقضاء عطلة أسبوعية مع إخوتهم الأصغر، كانوا يرتدون ملابس رسمية ويحملون أسلحة”.

 وأضاف أن أحد الصبيان ويدعى محمد قُتل الصيف الماضى فى المعارك بمدينة الفلوجة إلى الغرب من بغداد، مضيفًا رفاقه فى الملجأ بكوا عندما سمعوا النبأ.

ومضى الموظف يقول إنه قبل بضعة أسابيع من بدء هجوم الموصل ألغى داعش الحصص الدراسية وأرسل الصبيان لحراسة قاعدة جوية قرب تلعفر سيطرت عليها لاحقًا قوات موالية للحكومة. وقال الرجل: “قلت لهم "إذا رأيتم الجيش ألقوا سلاحكم وقولوا له إنكم أيتام لعلهم ينقذون حياتكم".